كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 2)

262…
ويقدم أحكاماً عامةً مبنيَّة على مثل واحدٍ شاهده في عصره، ويعمم حكمه على قرون سابقة، وبيئات لم يشاهدها، ويصنف الناس ـ في البداوة أو الحضارة ـ معتمداً على عقله القاصر.
ومن جملة ذلك، تصنيف عرب الجاهلية، وصدر الإسلام، والقرون التالية في زمن أهل البادية الذين ليس لهم نصيب من علم، أو صناعة، أو سياسة.
وإليك بعض فصول المقدّمة: فَصْلٌ في أن العربَ إذا تغلبوا على أوطان أسرع إليها الخراب. [ص 130].
فصل في أن العرب أبْعَدُ الأمم عن سياسة الملك [ص 131].
فَصْلٌ في أنَّ العرب أَبْعَدُ الناس عن الصنائع.
فَصْلٌ في أنَّ حملة العلم في الإسلام أكثرهم من العجم.
علم الفقه وما يتبعه من الفرائض: وصف فيه مذهب الإمام مالك بالميل إلى البداوة، فأخذه أهل المغرب لغلبة البداوة عليهم ... وبناءً على نظرية البداوة، أصدر ابن خلدون حكمه بأن العرب ـ بل الصحابة ـ كانوا يجهلون الكتابة، أو أنها لم تكن مستحكمة فيهم .. وهذا نصٌ قوله: " فكان الخط العربي لأول الإسلام غير بالغ إلى الغاية من الإحكام والإتقان والإجادة ولا إلى التوسط، لمكان العرب في البداوة والتوحش وبُعْدهم عن الصنائع ".
أرأيت قوله: " البداوة والتوحش " واربطْها بقوله: " لأول الإسلام " ألا ترى أنَّ فيها من سوء الأدب ما لا يقع من إنسان مسلم تقيّ؟ ومهما كان مراده والمعنى الذي يريده، فلا عُذْرَ له في استخدام هذه الألفاظ، ليصف بها عَرَبَ أولِ الإسلامِ!!.

الصفحة 262