كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 2)
280…
المسجد النبوي، أو للتبرّك وحصول الأجر (1).
…
__________
(1) وهذا ملخصٌ للمراحل التي مرَّ بها المسجد النبوي، منذ بنائه إلى يومنا: (أ) المرحلة الأولى في العهد النبوي: وجاء وصفه في الحديث الذي رواه البخاري في كتاب الصلاة [باب بنيان المسجد] قال: كان المسجد في عهد رسول الله مبنياً باللبن، وسقفه الجريد، وعمده خشب النخل.
وذكر الأنصاري في " آثار المدينة " أن مساحته من الجنوب إلى الشمال نحو 35 متراً.
ومن الشرق إلى الغرب نحو 30 متراً.
(ب) ثم زاد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة 7 من الهجرة، حتى صار مربعاً، ويدل على الزيادة الثانية: ما روى أن عثمان قال يوم حوصر " هل تعلمون أن المسجد ضاق بأهله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مَنْ يشتري بقعة آل فلان فيزيدها في المسجد بخير منها في الجنة، فاشتريتها من صُلْب مالي، فأنتم اليوم تمنعوني أن أُصلي فيها " [الفتح 408/ 5].
قال البخاري: " فلم يزد فيه أبو بكر شيئاً " وذلك لقصر مدة خلافته، ولانشغاله بحرب الردّة والفتوح.
(جـ) المرحلة الثالثة: في عهد عمر بن الخطاب: لما روى البخاري " وزاد فيه عمر وبناه على بنيانه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم باللبن والجريد، وأعاد عمده خشباً.
وقال في باب " بنيان المسجد " وقال أبو سعيد: كان سقف المسجد من جريد النخل وأمر عمر ببناء المسجد وقال: أكنَّ الناس من المطر، وإياك أن تحمر أو تصفرّ فتفتن الناس.
وقد اشترى عمر بيوتاً وأضافها إلى المسجد، ومنها بيت العباس عم النبيّ صلى الله عليه وسلم.
(د) المرحلة الرابعة: في زمن عثمان: قال البخاري: " ثم غيره عثمان، فزاد فيه زيادة كثيرة، وبنى جداره بالحجارة المنقوشة، والقصَّة، وجعل عمده من حجارة منقوشة، وسقفه بالساج (خشب) ".
(هـ) المرحلة الخامسة: تجديد الوليد بن عبد الملك، بدئ به عام 88 هـ وانتهى عام 91 هـ، وأدخل فيه حجرات أمهات المؤمنين.
(و) زيادة المهدي في عام 161 هـ وتمت عام 165 هـ.
(ز) تجديد المعتصم بعد الاحتراق، ابتدأ سنة 655 هـ وانتهى منه في عهد الظاهر = بيبرس.