كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 2)
286….
الريب والتهم وأحرق بيت رويشد الثقفي، وكان حانوتاً. وغرَّب ربيعة بن أميّة بن خلف إلى خيبر، وكان صاحب شراب. وهو أول مَنْ عسَّ في عمله بالمدينة، وحمل الدرة وأدّبَ بها، ولقد قيل بَعْدُ: لدرّة عمر أهيب من سيفكم ". وقوله: أول من عس في عمله بالمدينة، لا ينفي وجود العسّ قبله.
فقد جاء في " خطط المقريزي " أول مَنْ عسَّ ليلاً عبد الله بن مسعود، أمره أبو بكر الصديق يعسّ المدينة، وخرّج أبو داود فقال: " أُتي عبد الله بن مسعود فقيل له: هذا فلانٌ تقطر لحيتُه خمراً، فقال عبد الله: إنّا نهينا عن التجسس، لكن إن يظهر لنا شيء نأخذ به ".
6 ـ ولعلَّ الذي قال: إنَّ أول مَنْ اتخذ صاحب شرطة، عثمان بن عفان، اعتمد على ما رواه ابن شله " أن عثمان أول مَنْ وضع المقصورة ـ في المسجد ـ من لبن، واستعمل عليها السائب بن خبّاب، وكان رزقه دينارين في كل شهر " ولقبوا السائد في كتب التراجم " صاحب المقصورة ". ولكن رواية ابن شبّة، سندها ضعيف.
ونقل القصة أيضاً السمهودي في " وفاء الوفا ص 511 " عن ابن زبالة، وهي رواية ضعيفة أيضاً ..
والصحيح أن الذي عمل المقصورة في المسجد النبوي مروان بن الحكم. وجزم بذلك في العتبية فيما حكاه ابن رشد، فقال في كتاب الصلاة: مسألة: قال مالك: أول مَنْ جعل المقصورة مروان بن الحكم حين طعنه اليماني، قال: فجعل المقصورة من لبن، وجعل فيها تشبيكاً. قال ابن رشد في شرح ذلك: وجه قوله هذا الإعلام بأن المقصورة محدثة لم تكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولا على عهد الخلفاء بعده، وإنما اتخذها الأمراءُ، للخوف على أنفسهم، فاتخاذها في الجوامع مكروه. اهـ.
7 ـ وأول نصّ صريح في وجود شرطة متفرغين لهذا العمل، جاء أيام مروان بن الحكم أثناء إمارته على المدينة في خلافة معاوية.
…