كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 2)

287…
روى وكيع في أخبار القضاة [118/ 1] قال: عزل معاوية سعيد بن العاص عن المدينة سنة ثلاث وخمسين، وأعاد مروان، فعزل مروان أبا سلمة واستقضى أخاه مصعب بن عبد الرحمن بن عوف وضمَّ إليه الشرط مع القضاء. ويظهر أنه ليست هذه المرة الأولى التي يكون فيها شرط بالمدينة، فلا بدَّ أنها كانت موجودة من قَبْلُ، أثناء ولاية مروان الأولى على المدينة، أو أثناء ولاية سعيد بن العاص. لأن قوله: " وضم إليه الشرط " دليل على أنها كانت موجودة.
ويؤخذ من الروايات أن الشرط قبل مصعب، كانوا من أهل المدينة، فلما تولى مصعب قال لمروان: " لا أضبط المدينة بحرس المدينة فابغني رجالاً من غيرها، فأعانه بمائتي رجل من أهل أيلة (العقبة) فضبطها ضبطاً شديداً ". [الأغاني 74/ 5].
ويذكر مصعب الزبيري (نسب قريش 268).
السبب في تولية مصعب الشرطة، وكونه طلب رجالاً من غير أهلها، فقال: " وكان أهل المدينة قبل عمل مصعب، هرجوا، يقتل بعضهم بعضاً، فلما ولي مصعب شدَّ بهم وجلدهم، ففزع الناسُ من ذلك فشكوه إلى مروان .. ".
* * *

الصفحة 287