كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 2)

292…
والفتنةُ: إعجابك بالشيء: فَتَنه، يَفْتِنُه، فَتْناً وفتوناً، فهو فاتن.
والفتنة: الجنون.، وكذلك الفتون.
والفتنة: الكُفْر: ومنه قوله تعالى: (والفتنة أشدُّ من القَتْل).
والفتنة: العذاب، نحو تعذيب الكفار ضَعْفى المؤمنين في أول الإسلام، ليصدوهم عن الإسلام.
والفتنة: ما يقع بين الناس من القتال.
والفتنة: في قول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: " إني أرى الفتن خلال بيوتكم " هي الحرب والقتل، والخلاف الذي يكون بين فرق المسلمين إذا تحزّبوا، ويكون ما يُبْلَوْن به من زينة الدنيا وشهواتها، فيفتنون بذلك عن الآخرة والعمل لها.
والفتنة: الاختبار: وفَتنه يفتِنُه: اختبره.
قال تعالى: (أو لا يرون أنهم يُفتنون في كل عام مرةً أو مرتين).
قيل معناه يختبرون بالدعاءِ إلى الجهاد، وقيل: يفتنون، بإنزال العذاب والمكروه.
قال ابن الأثير: وقد كثر استعمال " الفتنة " فيما أخرجه الاختبار للمكروه ثم كَثُر حتى استعمل بمعنى الإثم والكفر، والقتال، والإحراق والإزالة والصَّرْفِ عن الشيء.
2 ـ وظهر لي ـ والله أعلم ـ أنَّ الفتن التي كانت في القرن الأول، كانت اختباراً وابتلاءً للمسلمين في عصر الفتنة، وفي العصور التالية: هل يُعْرَف الحقُّ بالرجال، أم يُعْرَف الرجالُ بالحقّ؟ وهل يتعدد الحقُّ؟ أم أن الحقُّ واحدٌ، وهل يتبعُ المسلمون الحقَّ الذي أُنزل على محمدٍ ص أو يتبعون الرجال؟.
يدلُّ على هذا المعنى، ما رواه البخاري في كتاب ا لفتن (7100) على لسان عمّار بن ياسر، قال: " إنَّ عائشة سارت إلى البصرة، واللَّهِ إنها لزوجة نبيكم في الدنيا والآخرة، ولكن الله تبارك وتعالى ابتلاكم ليعلم إياه تطيعون…

الصفحة 292