كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 2)
297…
وفيه إشارة إلى أن الخلاف سيقع بين عليّ ومعاوية، لأن الحسن أصلح بين المسلمين في القصة نفسها بعد وفاةِ أبيه علي بن أبي طالب.
قال ابن حجر: وفي الحديث ردٌّ على الخوارج الذين كانوا يكّفرون علياً ومَنْ معه ومعاوية ومَنْ معه، بشهادة النبيّ صلى الله عليه وسلم للطائفتين بأنهم من المسلمين. ومن ثَمَّ سفيان بن عُييْنة يقول عقب هذا الحديث: " قوله: " من المسلمين " يعجبنا جداً " [حـ 7109].
وأما قولي إن حوادث الفتنة لم تقع: أريد، أنها لم تقع بالصورة التي روتْها كتب التاريخ، ثم نقلتها كتب التاريخ التي تقرأها العامَّة وطلاب المدارس والجامعات ...
ذلك أن الحرب في الجمل وصفّين، لم يشارك فيها إلا قلةٌ من الصحابة، واعتزلها العدد الأوفر منهم.
قال ابن تيميّة في [منهاج السُّنَّة 186/ 3]: وأما الصحابة، فجمهورهم وجمهور أفاضلهم ما دخلوا في فتنة.
قال عبد الله بن الإمام أحمد، حدثنا أبي حدثنا إسماعيل، يعني ابن علية، حدثنا أيوب ـ يعني: السختياني ـ عن محمد بن سيرين قال: هاجت الفتنة وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف، فما حضرها منهم مائة، بل لم يبلغوا ثلاثين.
قال ابن تيميّة: وهذا الإسناد، أصحُّ إسناد على وجه الأرض، ومحمد بن سيرين من أورع الناس في منطقه، ومراسليه من أصحّ المراسل.
وقال عبد الله، حدثنا أبي، حدثنا إسماعيل، حدثنا منصور بن عبد الرحمن، قال: قال الشعبي: " لم يشهد الجمل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، غير عليّ وعمّار وطلحة والزبير، فإن جاءوا بخامس فأنا كذّاب ".
وقال عبد الله بن أحمد، حدثنا أبي، حدثنا أميّة بن خالد قال: قيل لشعبة: إنَّ أبا شيبة روى عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: شهد صفّين من…