كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 2)
327…
من الصحابة وردَّ ابن حجر هذا التأويل: أن الخوارج إنما خرجوا على عليّ بعد مقتل عمار بلا خلاف، فإن ابتداء أمر الخوارج كان عقب التحكيم، وكان التحكيم عقب انتهاء القتال بصفّين، وكان قتل عمار فبل ذلك قطعاً.
وإن الذين بعث إليهم عليٌّ عماراً إنما هم أهل الكوفة، بعثه يستنفرهم لما توجه أهل الجمل إلى البصرة، وكان فيهم من الصحابة جماعةٌ كمن كان مع معاوية وأفضل.
قال ابن حجر: إنهم شرحوا على ظاهر ما وقع في هذه الرواية الناقصة بدون " تقتله ... إلخ ".
وقال ابن حجر: ويمكن حمله، أي: حمل قوله: " يدعوهم " على أن المراد بالذين يدعونه إلى النار كُفّار قريش كما صرّح به بعض الشُرّاح.
ويحمل هذا على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي قصة تعذيب عمار بن ياسر في مكة.
وقال ابن حجر: واعلم أن هذه الزيادة (تقتله .. الخ) لم يذكرها الحميدي في الجمْع.
وقال: إن البخاري لم يذكرها أصلاً، وكذا قال أبو مسعود.
قال الحميدي: ولعلها لم تقع للبخاري، أو وقعت فحذفها عَمْداً.
قال: وقد أخرجها الإسماعيلي والبرقاني في هذا الحديث.
قال ابن حجر: قلتُ: ويظهرُ لي أن البخاري حذفها عمداً، لنكتةٍ خفيّة.
وهي أنا أبا سعيد اعترف أنه لم يسمع هذه الزيادة من النبي صلى الله عليه وسلم فدلّ على أنها في هذه الرواية مدرجةٌ، والرواية التي بينت ذلك ليست على شرط البخاري. وقد أخرجها البزار من طريق داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد، فذكر الحديث في بناء المسجد، وحملهم لبنةً لبنةً، وفيه فقال أبو سعيد: فحدثني أصحابي ولم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " يا ابن سميّة، تقتلك الفئة الباغية ".
وهذا الإسناد على شرط مسلم.
…