كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 2)
336…
5 ـ وبعد حوالي ستة أشهر من البيعة، توجه عليٌّ إلى العراق، وقتل في السابع عشر من رمضان سنة 40 هـ.
وانشغل في سنوات خلافته بالفتن الثلاث الجمل، وصفين، وحرب الخوارج.
6 ـ بعد أن رحل الإمام عليّ عن المدينة، يذكر المؤرخون أربعة أمراء ولا هم عليٌّ المدينة: قُثم بن العباس، وسهل بن حنيف، وأبا أيوب الأنصاري وأبا حسن المازني: والأخير أنابه سهل بن حنيف، بعد أن كتب الإمام علي إلى سهل بن حنيف أن يقدم عليه في العراق [طبقات ابن سعد 31/ 3].
7 ـ بقيت المدينة مدة خلافة الإمام علي تابعة له بفعل الواقع، وكان يُعيّنُ عليها نواباً.
وفي أوائل سنة 40 هـ أرسل إليها معاوية جيشاً شامياً بقيادة بُسْر بن أرطاة فأخذ البيعة من أهلها لمعاوية.
وبُسْر بن أرطاة صحابيّ له رواية.
ونسب إليه المؤرخون أنه قام بأعمال مشينة، ليس عندهم فيها سندٌ صحيح، ولذلك قال ابن حجر في " الإصابة ": وله أخبار في الفتنة، لا ينبغي التشاغل بها.
ومع ذلك فإن ابن عبد البرّ في " الاستيعاب " أطنب في ذِكْر شناعات، كان يجب أن يكفَّ عنها.
وهذا ما جعل العلماء يعيبون كتابه.
8 ـ وقف المهاجرون والأنصار أمام الفتنة وقفةً واحدة، وامتزج الأنصار في المهاجرين والمهاجرون في الأنصار وصار لهم مسمى واحد وهو " أهل المدينة ".
* * *
…