كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 2)

343…
.. ولكن الشاهد الذي ذكره ياقوت , لا نطمئن إليه: لأن البيت الأول , أحد أربعة أبيات في [حماسة أبي تمام 805/ 2] منسوبة لرجل من خثعم وليس فيها البيت الثاني.
ونسب الجاحظ البيت الأول في [البيان 219/ 3] إلى حارثة بن بدر.
وأما البيت الثاني , فلعل فيه تصحيفاً , فيكون الشطر الثاني "بين العقيق إلى نقيع الغرقد" والنقيع كان ينبت فيه الغرقد , أي: العوسج.
وقد يكون مصنوعاً.
وقد يكون أيّ بقيع غرقدٍ غير هذا المكان.
ونملك الدليل الأقوى , على أن "بقيع الغرقد" وُضع علماً على مقبرة المدينة في العصر الإسلامي , وكان ذلك في السنة الثانية من الهجرة حيث ذكر ابن حجر في [الإصابة 464/ 2]: "أن عثمان بن مظعون توفي بعد شهوده بدراً في السنة الثانية من الهجرة , وهو أول مَنْ مات بالمدينة من المهاجرين , وأول مَن ْ دُفِنَ بالبقيع منهم".
ونقل البكري في "معجم ما استعجم" ص 265 , مادة "البقيع" عن الأصمعي قال: قُطعَتْ غرقداتٌ في هذا الموضع حين دُفنَ فيه عثمان بن مظعون فسمي بقيع الغرقد لهذا.
ولكن هل تعمُّ الأولية التي ذكرها ابن حجر , الرجال والنساء من المهاجرين؟ أم أن الأوليّة خاصة بالرجال؟ وهل قوله: أول مَنْ دُفن بالبقيع؟ , يعني أنهم دفنوا في غير البقيع؟ قبل أن يتخذوا البقيع مقبرة عامّة؟ أو تعني الأولية أنهم لم يدفنوا في غير البقيع؟ فإن كان قوا ابن حجر " أول مَنْ مات بالمدينة من المهاجرين " عثمان بن مظعون بعد شهوده بدراً.
ويريد به الرجال والنساء:…

الصفحة 343