كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 2)

347…
11 - القبر النبوي: وليس في الأرض قبر نبيّ، يُعرف مكانه على وجه التواتر، إلا قبر محمد - صلى الله عليه وسلم -.

* هذا آخر كتاب "المدينة النبوّية فجر الإسلام والعصر الراشدي" ..
فرغْتُ من قراءة تجربة الطبع في الثامن من ذي القعدة 1414 هـ الموافق 1994/ 4/19 م، بحيّ النصر من المدينة. بجوار جبل "الراية" وثنية الوداع. ومن مكاني أرى جبل سَلْع. وجبل أُحد. وصوت أذان المسجد النبويّ يرنّ في أذاني عند كل صلاة. وفي المساء تهب نسائم العقيق تحمل طيوب الوادي المبارك ...
وفي صفر 1415 هـ أودّع المدينة النبويّة، وكنت دخلتُها للعمل في التعليم في أَحَدِ الربيعين سنة 1389 هـ. أودعها وفي العين تترقرق دمعة، وفي القلب آلام وحسرة، وعلى المحيّا نعلو كآبة. لا أُودّعها رغبةً عنها، بل أودعها والقلب بها رهين، والحبُّ للجوار النبويّ لا يبيد.
ولكن عزائي، أنني راحلٌ إلى مُهاجر إبراهيم أرض الشآم التي بارك الله حول مسجدها الأقصى، لعلّ الشمل يجتمعُ بعد تفرّق، فتسعد النفوس التي أضناها البعاد. وعهدي لك يا مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبقى حَبْلُ الودّ بك موصولاً ما حييت.

محَمد محمَّدِ حسّن شُرَّاب

الصفحة 347