كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 2)

37…
العوالي (1) " وسياق الكلام يدل على أنهم ليسوا من القبائل العربية، وإلا لكان لهم عطاء كغيرهم ... وفي عوالي المدينة قوم من الشيعة، يُقال لهم "النخليون " نسبة إلى عملهم زراعة النخيل، لا يعرف المؤرخون لهم تاريخاً محدداً، مما يدل على قدم وجودهم في هذا الحيّ .. فهل كانت أصولهم من هؤلاء الذين سماهم ابن سعد "عيال أهل العوالي"؟
5 - "ودار الدقيق" من المؤسسات الآقتصادية التي كانت أيام عمر: قال ابن سعد: واتخذ عُمرُ دار الدقيق، فجعل فيها الدقيق، والسويق والتمر والزبيب، وما يُحتاج إليه، يُعين به المنقطع، والضيف بنزل به ووضع عُمَرُ في طريق السُّبُل ما بين مكة والمدينة ما يُصلح مَنْ ينقطع به، ويحمل من ماءٍ إلى ماءٍ (أي: من مكان ماءٍ إلى مكان ماءٍ) [283/ 3] وَيظْهَرُ من القصص التي تذكر فيها دار الدقيق، أن بداية اتخاذ دار الدقيق، كانت أيام الرّمادة، وربما كانت قبل ذلك .. فهم يذكرونها في سياق اهتمام عمر بالرعية وملاحظته لهم، وفي سياق أوليّاته، وجاء ذكرها في قصة المرأة التي كانت تلهى صبيانها بغلي الماء .. قال أسلم مولى عمر: "فقال انطلق بنا فخرجنا نهرول حتى أتينا دار الدقيق، فأخرج عدلاً من دقيق وكبة من شحم" [المناقب لابن الجوزي ص 70].

__________
(1) العوالي؛ والعالية: مصطلح جغرافي واحد، وله استعمال جغرافي عام، واستعمل خاص. أما الاستعمال العام، فيطلقونه على كلِّ ما كان من جهة نجد (الشرق) من المدينة، فيقولون: عوالي المدينة، وعالية المدينة ... أما عوالي المدينة بخاصة: فيشمل منطقة قباء في جنوب المسجد النبوي، ومنطقة وادي بطحان في ناحية الشرق. وقد جاء في الحديث " لما قدم رسول الله المدينة نزل في عُلْو المدينة .. "قال ابن حجر: "وقباء من عوالي المدينة وأخذ من نزول النبيّ صلى الله عليه وسلم التفاؤل له ولدينه بالعلوّ".

الصفحة 37