كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 2)

62…زيد بن ثابت توفي سنة 45 هـ وتوفي نافع سنة 120 هـ، ولا نعلم متى كانت ولاية نافع لابن عُمَر، ومتى تعلّم العربية وروى الحديث. [359/ 2].
ونقل ابن حجر في [الفتح 154/ 13] عن ابن المنذر أن زيد بن ثابت كان يأخذ الأجر على القضاء.
ولم يحدد زمناً لذلك.
وروى ابن سعد في [الطبقات 360/ 2] بسند فيه الواقدي ـ وهو ضعيف ـ عن قبيصة بن ذؤيب قال: كان زيد بن ثابت مترئساً بالمدينة في القضاء والفتوى والقراءة والفرائض، في عهد عمر وعثمان وعلي في مقام بالمدينة ـ أي: مقام عليّ بالمدينة ـ وبعد ذلك خمس سنين حتى ولي معاوية سنة أربعين، فكان كذلك أيضا ً حتى توفي زيد سنة 45 هـ.
ونقل ابن سعد بسندٍ فيه محمد بن عمر الواقدي قال: "جلُّ ما أخذ به سعيد بن المسيب من القضاء، وما كان يُفْتى به، عن زيد بن ثابت.
وكان قلَّ قضاءٌ أو فتوى جليلةٌ تَرِدُ على ابن المسيب تُحكى له عن بعض مَنْ هو غائب عن المدينة من أصحاب النبيّ وغيرهم إلا قال: فأين زيد بن ثابت عن هذا؟ إن زيد بن ثابت أعلمُ الناس بما تقدمه من قضاء، وأبصرهم بما يرد عليه مما لم يُسْمَعْ فيه شيءٌ ". [360/ 2].
ويُؤخذ من هذه الأخبار أن زيد بن ثابت كان عالماً بقضايا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه قادر على القياس فيما لم يرد فيه نصّ أو سُنَّةٌ، أو أنه قادرٌ على أن يفتي في القضية التي تُعرض عليه وإن لم يكن متعيناً للقضاء.
ومما يدل على ذلك أن سعيد بن المسيب الذي كان يأخذ بقضاء زيد .. لم يكن قاضياً، وإنما كان يُفتى في المسائل التي تعرض عليه، وربما وضعوا اصطلاح القضاء، للسُّنَّة التي وصلت إليهم نتيجة قصة عُرضت على رسول الله، أو على عمر، أو على زيد بمعنى الفقة العلمي الذي كان له سبب حدوث، أو كان سنةً عملية.
وأما "الفتوى" فقد تكون اصطلاحاً للفقه القولي ... …

الصفحة 62