كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 2)

66…إلى عمر بن الخطاب .. ". فترددت في إثبات تعليقاتي على الرسالة لئلا يُقال، إنه وافق المستشرق على قوله، والمعروف أن المستشرقين يُكثرون من الطعن على تراث الإسلام، يصدق أحدهم مرّةً، ويكذب تسعاً وتسعين مرة .. ولكنني، لم أطلع على نصّ ما قال المستشرق، ومذهبه في النقد، ليس مذهبي فالمستشرق يعتمد على العقل غالباً، والعقل يضلُّ، وربما لا يصلح للحكم على القضايا الدينيّة.
أما طريقتي في الدراسة فتعتمد على طريقة المسلمين في نقد النصوص: وهي نقد سند الخبر، ثم نقد المتن بإرجاعه إلى الأصول الإسلامية الصحيحة.
أولاً ـ مصادر الرسالة:
1 ـ رواه عمر بن شبة في تاريخ المدينة [775/ 2] حدثنا عبد الله بن زيد قال: حدثنا عبد الملك بن الوليد بن معدان قال: حدثني أبي، قال: كتب عمرُ إلى أبي موسى ..
2 ـ ورواه وكيع بن خلف في [أخبار القضاة 70/ 1]: حدثني علي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب قال: حدثنا إبراهيم بن بشار قال.
حدثنا سفيان قال: حدثنا إدريس أبو عبد الله بن أدريس، قال: أتيت سعيدبن أبي بُرْدُة بن أبي موسى الأشعري فسألته عن رسائل عمر بن الخطاب التي كان يكتب بها إلى أبي موسى، وكان أبو موسى قد أوصى إلى أبي بردة، وأخرج إليَّ كتباً، فرأيتُ في كتابٍ منها: .. أما بًعْد ... إلخ.
وأعاد وكيع الرسالة ص 283 من الجزء الأول، في ترجمة أبي موسى الأشعري.
3 ـ ورواه ابن الجوزي في [مناقب عمر بن الخطاب ص 133]: عن أبي عبد الله بن أدريس قال: أتيت سعيد بن أبي بردة ... وابن الجوزي متوفي سنة 597هـ.
وكان قد ألف كتابه على الأسانيد،…

الصفحة 66