كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 2)

73…
وذكر الجاحظ في مطلع الرسالة سندين: أولهما، ينتهي إلى قتادة. والثاني ينتهي إلى أبي المليح أُسامة الهذلي.
أما قتادة، فقد عاش بين سنة 61 ـ 117 هـ؛ ولم يصرّح عمن أخذها.
ورواها عن قتادة، ابن عُيينة (سفيان) وعاش بين سنة 107 ـ 198 هـ فليست له رواية عن قتادة.
ورواها عن قتادة: أبو بكر الهذلي، سُلْمى، أو روح بن عبدالله (167 هـ) له رواية عن قتادة، ولكنه غير محمود الرواية، ولم يُئن عليه أحدٌ من أهل العلم بالرجال. [تهذيب التهذيب 45/ 12].
ورواها مسلمة بن عبد الله بن محارب: تُرجم له في [لسان الميزان 34/ 6].
وقال: كان صاحب فصاحة، وهو نحوي بصري مقرئ. ولم يذكر له ولادة أو وفاة.
إلا أنه قال: روى عنه يونس بن بكير، المتوفى سنة 199 هـ.
ومهما كان حاله، فهو موضوع في قفص الأتهام ... أما الرواية الثانية فهي عن أبي المليح أسامة الهذلي: وهو تابعيٌّ، ترجم له ابن حجر في [تهذيب التهذيب 246/ 12].
ولكن الراوي عن أبي المليح: عُبيد الله بن أبي حميد غالب الهذلي، قال ابن حجر في [تهذيب التهذيب 9/ 7]: قال البخاري: منكر الحديث، وقال في موضع آخر: يروي عن أبي المليح عجائب. وقال الحاكم وأبو نعيم: يروي عن أبي المليح وعطاء، مناكير. وضعّفه بل كذّبه عامةُ أهل الحديث.
وبناءً على ما سبق، فإن السَّنَدَ الذي ذكره الجاحظ للرسالة، ضعيف جداً.

الصفحة 73