كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 2)

9…
أَوّلاً مُقَدِّمَةٌ فِي نِظَامِ الخِلافَةِ الإسْلاميِّ
1 - أقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاث عشرة سنةً يُوحى إليه، وأقام بالمدينة عشر سنين.
وتوفي يوم الاثنين سنة إحدى عشرة، لاثنتي عشرة ليلةً مضت من ربيع الأول.
فإن قيل: كيف حسبوا مدة إقامته بالمدينة عشر سنين، وقد توفي سنة إحدى عشرة؟ الجواب: لأن وصول النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة كان في شهر ربيع الأول لاثنتي عشرة ليلة مضت منه.
فسنوات الإقامة تبدأ من شهر ربيع الأول ومن ربيع إلى ربيع يكون تمام السَّنة.
وإنما جعلوا بداية السنة الهجرية من المحرم، لأنهم حسبوا من بداية الشهر الذي جاء بعد بيعة العقبة الثانية، والتي تمت في موسم الحج.
وكان رسولُ الله قد خرج من بيته في مكة في اليوم الأول من شهر ربيع الأول، ومضى في صحبة أبي بكر إلى غار ثَوْر، فدخلاه، ومكثا في الغار ثلاث ليالٍ، فلما انقطع الطلبُ، خرجا في طريق الهجرة، ووصلا المدينة في الثاني عشر من شهر ربيع الأول، فيكونان قد قطعا الطريق في حوالي ثمانية أيام.

الصفحة 9