كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 2)
97…
ما يخالف الشرع منها، فاستخلف معاوية والمغيرة بن شعبة وعمرو بن العاص مع وجود مَنْ هو أفضل من كلًّ منهم في أمر الدين والعلم، كأبي الدرداء في الشام وابن مسعود في الكوفة.
(ب) جمع عمر بين التعيين، كما فعل أبو بكر، وبين عدم التعيين كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فعين ستة، وطلب منهم التشاور في الأمر.
(جـ) عرف عمر أن الشورى لن تكون بين الستة فقط، وإنما ستكون في أخذ رأي الناس في المدينة، فيمن يتولى الخلافة، حيث جعل لهم أمد ثلاثة أيام فمكّنهم من المشاورة والمناظرة لتقع ولاية مَنْ يتولى بعده عن اتفاق من معظم الموجودين حينئذٍ ببلده التي هي دار الهجرة، وبها معظم الصحابة وكلُّ من كان ساكناً غيرهم في بلد غيرها كان تبعاً لهم فيما يتفقون عليه.
ويؤخذ منه أن المدينة مازالت حتى سنة 23هـ مجمع الصحابة، وأهل الحلّ والعقد، لكون جمهور الصحابة فيها، بل لأن كبار الصحابة فيها، حيث استبقاهم عُمَرُ بجانبه ولم يأذن لهم بالهجرة إلى الأقاليم المفتوحة.
* * *…