كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 2)

98…
عُمَرُ بنُ الخطَّابِ في المدَوّنَات الأَدَبِيَّةِ
يظهر من الأخبار التي وصلتنا أن الحركة الشعرية كانت نشطةً في المدينة أيام عمر بن الخطاب، حيث لا يخلو كتابٌ في تاريخ الشعر العربي من ذِكْر عمر بن الخطاب، وبخاصة في موضوع النقد الأدبي.
وانتشار الآراء النقدية في زمن، دليل على وجود السماع أو الرواية ... ومعروف أن كتب الأدب، لم تعتمد على الأسانيد إلى الموثوقين من الرواة، ولكنها تكاد تكون المصدر الوحيد للأخبار الأدبية والنقدية التي تتصل بالخلفاء الراشدين، والصحابة بعامّة، والتابعين ومَنْ تبعهم بإحسان ما عدا بعض الأراجيز التي كانت تردد في العهد النبوي وروتها كتب الحديث الشريف (1)، ونحو أبيات كعب بن مالك (2)، وبعض أبيات للنابغة الجعدي (3)، وأميّة بن أبي الصلت وحسان بن ثابت (4).

__________
(1) انظر الكتاب الأول، فصل " الحركة العلمية " وأن الشعر من علوم العصر.
(2) انظر " مجمع الزوائد " [124/ 8]، وفيه أبيات لكعب بن مالك، رواها الطبراني بإسناد حسن.
(3) انظر " جمع الزوائد " [126/ 8].
والإصابة لابن حجر [538/ 3].
(4) انظر فصل " الحركة العلمية " في الباب الأول، ونقلنا هناك قطعة رواها الإمام مسلم.

الصفحة 98