فيها، والإِدغام رواية إلى عبد الرحمن بن اليزيدي عن أبيه عنه، وذكر الإِمام أيضًا في سائر الألفاظ الباقية الوجهين وأن الإِظهار أحسن وأن الإِدغام في (لاَ جُنَاحَ عَلىَ) و {الْمَسِيحُ عِيسَى} رواية قاسم بن عبد الوارث (¬1) عن الدوري عن اليزيدي عن أبي عمرو وأن إدغام {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ} رواية شجاع (¬2). فأما قوله تعالى (¬3): {الرِّيحَ عَاصِفَةً} في سورة الأنبياء - عليه السلام - (¬4) فلم يذكره في الإِدغام.
وقياس من أدغم {الْمَسِيحُ عِيسَى} الأول من سورة النساء أن يدغم {الرِّيحَ عَاصِفَةً} إذ الحاء فيها منصوبة بعد ياء المد. والله جل وعلا (¬5) أعلم.
ووجه التقارب بين الحاء والعين اتحاد لمخرج (¬6) ولم يفترقا إلا في وجه واحد وهو البُحاح (¬7) الذي في الحاء فلو زال صارت عينا مجهورة كما أنه لو زال الجهر عن العين صارت حاء بُحة والله سبحانه أعلم (¬8).
وقد تقدم أن هذا الإِدغام شذوذ فإنه يقلب الحاء عينا، وتقدم أن المستعمل في مثل هذا قلب العين حاء والله سبحانه أعلم.
¬__________
(¬1) هو: القاسم بن عبد الوارث (أبو نصر) البغدادي. أخذ القراءة عن أبي عمرو الدوري وهو من قدماء أصحابه، وروى عنه القراءة محمد بن قريش الأعرابي وغيره. غاية النهاية ج 2 ص 19.
(¬2) هو: شجاع بن أبي نصر (أبو نعيم) البلخي. ثقة زاهد. سئل عنه الإِمام أحمد فقال: بخ بخ وأين مثله اليوم، ولد سنة 120 هـ وعرض على أبي عمرو بن العلاء وهو من جلة أصحابه. مات سنة 190. غاية النهاية ج 1 ص 324.
(¬3) في (س) بدون (تعالى).
(¬4) في (س) بدون - عليهم السلام -.
(¬5) في (س) بدون (جل وعلا).
(¬6) إذ يخرجان في وسط الحلق.
(¬7) البحاح: جانب صوتي يدرك عندما ينطق بالحاء ساكنة أو مكررة.
(¬8) في (س) بدون (والله سبحانه أعلم) ..