كتاب الدر النثير والعذب النمير (اسم الجزء: 2)

وسواء في ذلك أن يكون قبل الحرف المدغم متحرك أو ساكن. والروم (¬1) عبارة عن النطق ببعض الحركة، والإشمام (¬2) عبارة عن الإشارة بالشفتين إلى الحركة من غير أن يكون في النطق شيء من أثرها، فلما كانت الضمة من الشفتين أمكن في المرفوع الإشارة بالحركة إلى الروم (¬3) وهو مسموع وبالإشمام وهو مبصر.
ولما كانت الكسرة من وسط اللسان أمكن (¬4) في المجرور الإشارة بالروم لأنه مسموع ولم تمكن الإشارة بالإشمام لأن العضو الذي منه الحركة غائب في داخل الفم: لأنه وسط اللسان كما تقدم.
ولما كانت الفتحة خفيفة امتنع فيها الروم عند القراء (¬5) لأنك لو رمت النطق ببعضها لحصل النطق بجميعها لخفتها وامتنع الإشمام، لأن الفتحة من مخرج الألف ومنتهاه (أسفل الحلق) فلا أثر له في البصر (¬6) كما لا أثر له في السمع.
واعلم أنك إذا أشرت بالإشمام كان الإِدغام صحيحاً: لأنك تنطق إذ
¬__________
(¬1) أعلم أن المراد بالروم هنا الإخفاء والإختلاس وهو الإتيان بمعظم الحركة، وقدر بثلثيها، وأما الروم في باب الوقف فهو الإتيان ببعض الحركة وقدر بثلثها. انظر المهذب ص 50، 51.
(¬2) أعلم أن الإشمام هنا هو ضم الشفتين مع قارنة النطق بالإِدغام، وأما الإشمام في باب الوقف هو ضم الشفتين عقب إسكان الحرف المضموم إشارة الساكن هي الضم.
انظر: البدور الزاهرة ص 25.
(¬3) في (ت) و (س) و (ز) (إلى الحركة بالروم.
(¬4) في (الأصل) (أسكن) وهو تحريف والصواب ما أثبته كما في باقي النسخ.
(¬5) انظر الإقناع جـ 1 ص 236.
(¬6) في (ت) (في النظر).

الصفحة 189