كتاب الدر النثير والعذب النمير (اسم الجزء: 2)

وأما الباء فتدغم في الفاء والميم كقوله تعالى: {اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعكَ} (¬1) {ارْكَبْ مَعَنَا} (¬2) وقرئ بالِإدغام فيهما (¬3) وأما قراءة الكسائي {إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ} (¬4) بإدغام الفاء في الباء فشذوذ (¬5) والله أعلم.

القسم الثاني:
يدغم مقاربه فيه ولا يدغم هو في مقاربه. وذلك ستة أحرف: الحاء، والشين، والضاد، والراء، والفاء، والميم، يجمعها قولك (شرف محض).
أما الحاء فقد تقدم ما يدغم فيها (¬6) وأنها لا تدغم في غيرها إلا على شرط إبدال ذلك الغير بحاء مثلها، ولا تبدل هي بحرف مثل ذلك الغير. وهذا عنيت (¬7) بكونها لا تدغم في غيرها.
وأما الشين فيدغم فيه الجيم، والطاء، والدال، والتاء، والظاء، والذال، والثاء، واللام.
¬__________
(¬1) الآية (62) من سورة الاسراء - 17 - .
(¬2) الآية (42) من سورة هود - 11 - .
(¬3) قرأ بالادغام في الأول أبو عمرو البصرى وخلاد والكسائي وفي الثاني قنبل وأبو عمرو وعاصم والكسائي، وهو الوجه الثاني لقالون والبزي وخلاد.
انظر: غيث النفع بهامش سراج القاريء ص 250، 274.
(¬4) الآية (9) من سورة سبأ - 34 - .
(¬5) قوله (فشذوذ) أي لغة لا قراءة.
(¬6) وهو الهاء والعين.
(¬7) في الأصل (غنيت) بالمعجمة، وهو تحريف والصواب ما في باقي النسخ وهو ما أثبته.

الصفحة 33