كتاب الدر النثير والعذب النمير (اسم الجزء: 2)

القسم الثاني: المثلان من كلمتين:
(م) قال الحافظ: (فأما المثلان إذا كانا من كلمتين فإنه كان يدغم الأول في الثاني منهما سواء سكن ما قبله أو تحرك في جميع القرآن) (¬1).
(ش) اعلم أن المراد من هذا الفصل أن يكون الحرف الواقع آخر الكلمة واقعاً في أول الكلمة التي بعدها وهما متحركان على ما مر (من) (¬2) شرط هذا الباب نحو {الرَّحِيمِ مَالِكِ} (¬3) و {يَشْفَعُ عِنْدَهُ} (¬4).
وإنما أدغم أبو عمرو ما أدغم من هذا الفصل اتباعاً لروايته عن أئمته مع الهرب من ثقل التفكيك: لأن المثلين إذا التقيا باتصال الكلمتين كان ذلك أطول في الكلام، وأثقل على اللسان، فكان التخفيف بالإِدغام أوكد منه في الكلمة الواحدة.
واعلم أن الحروف على ضربين:
أحدهما: لقي مثله في القرآن.
والضرب الثاني لم يلق مثله:
فالضرب الذي لم يلق مثله من الحروف في كلمتين في القرآن عشرة أحرف وهي:
الطاء والدال والصاد المهملات والخاء والضاد والشين والذال والظاء المعجمات والجيم والزاي.
¬__________
(¬1) انظر: التيسير ص 20.
(¬2) ما بين القوسين من: (ت) و (س) و (ز).
(¬3) من الآيتين (3 - 4) سورة الفاتحة (1).
(¬4) من الآية (255) البقرة (2).

الصفحة 51