كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 2)
أَوْ فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى تَنْبِيهٌ أَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيقِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَخْرُجُ بَعْدَ النِّدَاءِ إِلَى الْمَسْجِدِ فَإِنْ رَأَى أَهْلَ الْمَسْجِدِ قَلِيلًا جَلَسَ حَتَّى يَجْتَمِعُوا ثُمَّ يُصَلِّي وَإِسْنَادُهُ قَوِيٌّ مَعَ إِرْسَالِهِ وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ حَدِيثِ الْبَابِ تَعَارُضٌ لِأَنَّهُ يُحْمَلُ عَلَى غَيْرِ الصُّبْحِ أَوْ كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ بَعْدَ أَنْ يَأْتِيَهُ الْمُؤَذِّنُ وَيَخْرُجَ مَعَهُ إِلَى الْمَسْجِدِ قَوْلُهُ يَسْتَبِينُ بِمُوَحَّدَةٍ وَآخِرُهُ نُونٌ وَفِي رِوَايَةٍ يَسْتَنِيرُ بِنُونٍ وَآخِرُهُ رَاءٌ وَسَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَى رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ فِي أَبْوَابِ التَّطَوُّعِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى
(قَوْلُهُ بَابُ بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلَاةٌ)
تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى فَوَائِدِهِ قَبْلَ بَابٍ وَتَرْجَمَ هُنَا بِلَفْظِ الْحَدِيثِ وَهُنَاكَ بِبَعْضِ مَا دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ بَابُ مَنْ قَالَ لِيُؤَذِّنْ فِي السَّفَرِ مُؤَذِّنٌ وَاحِدٌ كَأَنَّهُ يُشِيرُ إِلَى مَا رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق بِإِسْنَاد صَحِيح أَن بن عُمَرَ كَانَ يُؤَذِّنُ لِلصُّبْحِ فِي السَّفَرِ أَذَانَيْنِ وَهَذَا مَصِيرٌ مِنْهُ إِلَى التَّسْوِيَةِ بَيْنَ الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ وَظَاهِرُ حَدِيثِ الْبَابِ أَنَّ الْأَذَانَ فِي السَّفَرِ لَا يَتَكَرَّرُ لِأَنَّهُ لَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ الصُّبْح وَغَيرهَا وَالتَّعْلِيل الْمَاضِي فِي حَدِيث بن مَسْعُودٍ يُؤَيِّدُهُ وَعَلَى هَذَا فَلَا مَفْهُومَ لِقَوْلِهِ مُؤَذِّنٌ وَاحِدٌ فِي السَّفَرِ لِأَنَّ الْحَضَرَ أَيْضًا لَا يُؤَذِّنُ فِيهِ إِلَّا وَاحِدٌ وَلَوِ احْتِيجَ إِلَى تَعَدُّدِهِمْ لِتَبَاعُدِ أَقْطَارِ الْبَلَدِ أَذَّنَ كُلُّ وَاحِدٍ فِي جِهَةٍ وَلَا يُؤَذِّنُونَ جَمِيعًا وَقَدْ قِيلَ إِنَّ أَوَّلَ مَنْ أَحْدَثَ التَّأْذِينَ جَمِيعًا بَنُو أُمَيَّةَ وَقَالَ الشَّافِعِيُّ فِي الْأُمِّ وَأُحِبُّ أَنْ يُؤَذِّنَ مُؤَذِّنٌ بَعْدَ مُؤَذِّنٍ وَلَا يُؤَذِّنُ جَمَاعَةٌ مَعًا وَإِنْ كَانَ مَسْجِدٌ كَبِيرٌ فَلَا بَأْسَ أَنْ يُؤَذِّنَ فِي كُلِّ جِهَةٍ مِنْهُ مُؤَذِّنٌ يُسْمِعُ مَنْ يَلِيهِ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ قَوْله فِي نفر هم من ثَلَاثَة إِلَى عشرَة قَوْله من قومِي هم بَنو لَيْث بن بكر بن عبد منَاف بن كنَانَة وَكَانَ قدوم وَفد بني لَيْث فِيمَا ذكره بن سعد بأسانيد متعدده أَن وَاثِلَة اللَّيْثِيّ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يتجهز لتبوك
[628] قَوْله رَفِيقًا بفاء ثمَّ قَاف من الرِّفْق وَفِي رِوَايَة الْأصيلِيّ قيل والكشميهني بقافين أَي رَقِيق الْقلب قَوْله وصلوا زَاد فِي رِوَايَة إِسْمَاعِيل بن عَلَيْهِ عَن أَيُّوب كَمَا رَأَيْتُمُونِي أصلى وَهُوَ فِي بَاب رَحْمَة النَّاس والبهائم من كتاب الْأَدَب وَمثله فِي بَاب خبر الْوَاحِد مِنْ رِوَايَةِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ عَنْ أَيُّوبَ قَوْله فَإِذا حصرت الصَّلَاة وَجه مطابقته للتَّرْجَمَة مَعَ أَن ظَاهره
الصفحة 110
597