كتاب التوحيد لابن منده - ت الفقيهي (اسم الجزء: 2)

٥٠ - وَمِنْ أَسْمَاءِ الله عَزَّ وَجَلَّ: السَّلَامُ، المُؤْمِنُ، المُهَيْمِنُ، العَزِيزُ، الجَبَّارُ، المُتَكَبِّرُ.
قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ: مَعْنَى المُؤْمِنِ المُصَدِّقُ الصَّادِقِينَ، دَعَا خَلْقَهُ إِلَى الإِيمَانِ بِهِ، وَقِيلَ: الَّذِي يَمْلِكُ أَمَانَ خَلْقِهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَيُقَالُ: المُوَحِّدُ نَفْسَهُ يَقُولُ: {شَهِدَ الله أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَاّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ} وَالأَصْلُ فِيهِ التَّصْدِيقُ وَالعَبْدُ مُؤْمِنٌ بِهِ مُصَدِّقٌ، وَهُوَ مِنَ الأَسْمَاءِ المُسْتَعَارَةِ لِلْعَبْدِ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: المُهَيْمِنُ المُؤْتَمَنُ عَلَيْهِ الشَّاهِدُ عَلَيْهِمْ قَالَ: وَمَعْنَى السَّلَامِ أَنَّ ذَاتَ الله عَزَّ وَجَلَّ خَلَصَتْ بِانْفِرَادِ الوَحْدَانِيَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَبَانَتْ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ وَأَخْلَصَتْ بِهِ القُلُوبُ إِلَى تَوْحِيدِ الله عَزَّ وَجَلَّ وَسَلِمَتْ قَالَ الله تَعَالَى: {إِلَاّ مَنْ أَتَى الله بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}.
٢٠٧ - أَخْبَرَنَا خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَا: حَدثنا العَبَّاسُ بْنُ الوَلِيدِ بْنِ مَزِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي شَدَّادُ بْنُ عَبْدِ الله أَبُو عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي أَبُو أَسْمَاءَ الرَّحَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي ثَوْبَانُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله صَلى الله عَليه وسَلم إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنْصَرِفَ مِنْ صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ يَقُولُ: اللهمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ تَبَارَكْتَ يَا ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ.

الصفحة 68