كتاب مجاز القرآن (اسم الجزء: 2)
«فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى» (7) يعنى والخفىّ الذي حدّثت به نفسك ولم تسرّه إلى أحد، وقد بوضع «افعل» فى موضع الفاعل ونحوه، قال:
تمنّى رجال أن أموت وإن أمت ... فتلك سبيل لست فيها بأوحد
«1» [531] وله موضع آخر من المختصر الذي فيه ضمير يعلم السّرّ وأخفى من السّر.
«بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً» (12) يكسر أوله قوم وبضمه قوم كمجاز قوله:
ألا يا سلمى يا هند هند بنى بدر ... وإن كان حيانا عدى آخر الدّهر
«2» [532] وعدى ومن جعل طوى اسم أرض لم ينوّن فيه لأنه مؤنث لا ينصرف ومن جعله اسم الوادي صرفه لأنه مذكر، ومن جعله مصدرا بمعنى «نودى مرّتين» صرفه كقولك: ناديته ثنى وطوى، قال عدىّ بن زيد:
أعازل أن الّلوم فى غير كنهه ... علىّ ثنى من غيّك المتردد
«3» [533] ويقول قوم: علىّ ثنى أي مرة:
«أَكادُ أُخْفِيها» (15) له موضعان موضع كتمان وموضع إظهار كسائر حروف الأضداد أنشدنى أبو الخطّاب قول امرئ القيس بن عابس الكندي عن أهله فى بلده.
__________
(1) . - 531: أنشده أبو عبيدة فى مواضع ونسبه مرة إلى طرفة ولم أجده فى ديوانه وهو فى الطبري 16/ 93، 21/ 22 وفى القرطبي، 1/ 21 والتاج (وحد) .
(2) . - 532: مطلع قصيدة طويلة فى ديوان الأخطل ص 128 وهو فى الطبري 19/ 84 واللسان (عدا) . [.....]
(3) . - 533: فى الطبري 16/ 96 والتاج (ثنى) .
الصفحة 16
453