كتاب مجاز القرآن (اسم الجزء: 2)

«الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً» (97) يفتح أوله قوم إذا ألقوا منه إحدى اللامين ويجزمون اللام الباقية لأنهم يدعونها على حالها فى التضعيف قبل التخفيف كقولك:
ظلت، وقوم يكسرون الظاء إذا حذفوا اللام المكسورة فيحولون عليها كسرة اللام فيقولون: ظلت عليه، وقد تحذف العرب التضعيف قال:
خلا أنّ العتاق من المطايا ... أحسن به فهن إليه شوس
«1» [560] أراد أحسن به..
«لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً» (97) مجازه: لنقذفنّه ولنذرينّه وكل شىء وضعته فى منسف ثم طيّرت عنه غباره بيديك أو قشوره فقد نسفته أيضا، وما زلنا ننسف منذ اليوم أي نمشى، وفى آية أخرى «فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً» (20/ 105) ..
«وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً» (98) مجازه: أحاط به علما وعلمه، ويقال:
لا أسع لهذا الذي تدعونى إليه، أي لا أقوم به ولا أقوى له، قال أبو زبيد:
حمّال أثقال أهل الودّ آونة ... أعطيهم الجهد منى بله ما أسع
«2» «3» [561] يقول: أعطيهم على الجهد منى بله، يقول: فدع ما أسع له وأحيط به وأقدر عليه فأناله حينئذ أعطى..
«كَذلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ» (99) مجازه نأثره.
__________
(1) . - 560: البيت لأبى زبيد الطائي فى الطبري 16/ 137 والسمط ص 438 والاقتضاب ص 299 والقرطبي 11/ 242.
(2) . - 561: عجزه ففط فى اللسان (وسع) وتمامه فى التاج (وسع) .
(3) . - 562: ديوانه ص 2.

الصفحة 28