كتاب مجاز القرآن (اسم الجزء: 2)
وله موضع آخر مجازه معينا عدوّه..
«قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلًا» (57) والعرب قد تستثنى الشيء من الشيء وليس منه على الاختصار، وفيه ضمير تقديره قل ما أسألكم عليه من أجر إلّا أنه من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا فليتخذه. قال أبو خراش:
نجا سالم والنّفس منه بشدقه ... ولم ينج الا جفن سيف ومئزرا
(511) فاستثنى الجفن والمئزر وليسا من سالم إنما هو على الاختصار وقال:
وبلد ليس به أنيس ... إلّا اليعافير والّا العيس
(165) يعنى الإبل فاستثنى اليعافير، والعيس من الناس كأنه قال: إلّا أن بها يعافير وعبسا، واليعافير الظباء واحدها يعفور، وفى آية أخرى «فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ» (26/ 77) وقال:
الصفحة 78
453