كتاب معاني القرآن للفراء (اسم الجزء: 2)

ولم يقل: غير غَدُورين. ولو قَالَ: وما أموالكم ولا أولادكم بالذين، يذهب بِهَا إلى التذكير للأولاد لَجَاز.
وقوله: (لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ) لو نصبت بالتنوين الَّذِي فِي الجزاء كَانَ صوابًا. ولو قيل «1» (لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ) ولو قلت: جزاءٌ «2» الضِّعْفُ كما قَالَ (بِزِينَةٍ «3» الْكَواكِبِ) (وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ) و (الغرفة) «4» .
وقوله: وَما آتَيْناهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَها وَما أَرْسَلْنا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ [44] أي من أين كذبوا بك ولم يأتهم كتابٌ ولا نذيرٌ بِهذا.
قَالَ الله: وَكَذَّبَ الذين من قبلهم [45] وما بلغ أهل مكة معشار الَّذِينَ أهلكنا من القوّة فى الأجسام والأموال. ويقال: ما بلغوا معشار ما آتيناهم فِي الْعِدّة. والمعشار فِي الوجهين الْعُشْر.
وقوله: قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ [46] أي يكفيني منكم أن يقوم الرجل منكم وحده، أو هو وغيره، ثم تنفكروا هَلْ جربتم عَلَى مُحَمَّد كذبًا أو رأوا «5» بِهِ جنونًا ففي ذَلِكَ ما يتيقنون «6» أَنَّهُ بنىّ.
وقوله: عَلَّامُ الْغُيُوبِ [48] رفعت (علّام) وهو الوجه لأن النعت إِذَا جاء بعد الخبر رفعته العرب فِي إنّ، يقولون: إن أخاك قائم الظريف. ولو نصبوا كَانَ وجهًا. ومثله (إِنَّ «7» ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ) لو قرئ نصبًا كَانَ صوابًا، إلا أن القراءة الجيّدة الرّفع.
__________
(1) هى قراءة رويس عن يعقوب.
(2) هى قراءة كما فى البحر 2/ 286. [.....]
(3) الآية 6 سورة الصافات.
(4) هذه قراءة حمزة.
(5، 6) كذا. والأنسب: «أو رأيتم» . وكذا قوله: «يتيقنون» الأنسب: «تتيقنون» .
(7) الآية 64 سورة ص

الصفحة 364