كتاب معاني القرآن للفراء (اسم الجزء: 2)

والشُعْرى رقابا. ويروى: الشُّعْر الرقابا.
وقال عَدِيّ:
مِن وَلِيٍّ أوْ أخي ثِقَةٍ ... والبعيد الشاحِط الدّارا «1»
وكذلك تجعل معنى الأبواب فِي نَصْبها، كأنك أردت: مفتَّحة الأبواب ثُمَّ نوَّنت فنصبت.
وقد يُنشَد بيت النابغة:
ونأخذ بعده بذُناب دَهْرٍ ... أجبَّ الظهرَ ليسَ لَهُ سَنَامُ «2»
وأَجَبِّ الظهر.
/ 164 ب وقوله: وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ أَتْرابٌ [52] مرفوعة لأن (قاصِراتُ) نكرة وإن كانت مضافة إلى معرفة ألا ترى أن الألف واللام يحسنان فيها كقول الشاعر: «3»
من القاصرات الطَّرْفِ لو دَبّ مُحْوِلِ ... من الذَّرّ فوق الإتْب منها لأثَّرا
(الإتب «4» : المئزر) فإذا حسنت الألف واللام فِي مثل هَذَا ثُمَّ ألقيتهما فالاسم نكرة. وربما شبَّهت العرب لفظه بالمعرفة لِمَا أضيف إلى الألف واللام، فينصبونَ نعته إِذَا كَانَ نكرة فيقولون:
هَذَا حَسَن الوجه قائمًا وذاهبًا. ولو وضعت مكان الذاهب والقائم نكرة فيها مدح أو ذمّ آثرت الإتباع، فقلتُ: هَذَا حَسَنُ الوجه موسر، لأنَّ الْيَسَارة مدح. ومثله قول الشاعر:
ومَنْ يُشوِه يوم فإن وراءه ... تباعة صيّاد الرّجال غشوم «5»
__________
(1) ا: «وأخى» فى مكان «أو أخى» .
(2) هذا من مقطوعة فى النعمان بن المنذر حين كان مريضا. وقبله.
فإن يهلِك أَبُو قابوسَ يهِلِك ... ربيعُ الناسِ والشهر الحرام
وأبو قابوس كنية النعمان. وذناب دهر: ذيله. وفى ابعد (دهر) : «عيش» وهو إشارة إلى رواية أخرى و «أجب الظهر» مقطوعه. وهذا على تمثيل الدهر أو العيش الضيق ببعير لا سنام له ولا خير فيه. وانظر الخزانة 4/ 95. [.....]
(3) هو امرؤ القيس. والمحول: الذي أتى عليه حول أي عام.
(4) سقط ما بين القوسين فى ا.
(5) يريد أن الشيب أخذه ونال منه. ويريد بصياد الرجال الموت.

الصفحة 409