كتاب بهجة المحافل وبغية الأماثل (اسم الجزء: 2)

ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا وقال ما جلس قوم مجلسا لم يذكر الله عز وجل فيه ولم يصلوا على نبيهم الا كانت عليهم ترة فان شاء عذبهم وان شاء غفر لهم. وقال صلى الله عليه وسلم من رأى مبتلى فقال الحمد لله الذى عافانى مما ابتلاك به وفضلنى على كثير ممن خلق تفضيلا لم بصبه ذلك البلاء. وقال من دخل السوق فقال لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حى لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير كتب الله له الف الف حسنة ومحى عنه الف الف سيئة ورفع له الف الف درجة. وقال اذا طنت أذن أحدكم فليذكرنى وليصل علىّ وليقل ذكر الله بخير من ذكرنى.
وقال من صنع اليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء وقال انما جزاء السلف الحمد والاداء وقال صلى الله عليه وسلم لابى أيوب الانصارى وقد تناول من لحيته اذا مسح الله عنك يا أبى أيوب ما تكره لا يكن بك السوء يا أبا أيوب لا يكن بك السوء. وكان صلى الله عليه وسلم (أكبرهمنا) بالموحدة (ما جلس قوم مجلسا الى آخره) أخرجه أبو داود والترمذى والنسائي وابن ماجه والحاكم وابن حبان من حديث أبي هريرة وأبى سعيد وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم وللطبراني في الكبير والبيهقى في الشعب والضياء من حديث سهل بن الحنظلية ما جلس قوم يذكرون الله تعالى فيقومون حتي يقال لهم قوموا فقد غفر الله لكم ذنوبكم وبدل سيئاتكم حسنات (ترة) بكسر الفوقية وتخفيف الراء بوزن سمة والترة النقص وللحاكم الا كانما تفرقوا عن جيفة حمار وكان عليهم حسرة يوم القيامة زاد النسائي وابن حبان وما مشى أحدكم ممشا لم يذكر الله فيه الا كان عليه ترة (من رأى مبتلى فقال الى آخره) أخرجه الترمذي من حديث أبى هريرة وقال حسن غريب (من دخل السوق الى آخره) أخرجه الترمذي وابن ماجه والحاكم من حديث عمر بن الخطاب (ورفع له ألف ألف درجة) زاد الترمذى في رواية أخري وبني له بيتا في الجنة وفي بعض رواية الحاكم ان محمد بن واسع أحد رواته قال فاتيت قتيبة بن مسلم فقلت أتيتك بهدية فحدثته بالحديث فكان قتيبة بن مسلم يركب في مركبة حتى يأتى السوق فيقولها ثم ينصرف (وقال اذا طنت اذن أحدكم الي آخره) أخرجه الحكيم وابن السنى والطبراني والعقيلى وابن أبي عدي من حديث أبي رافع والطنين بالطاء المهملة الصوت المسموع من الاذن (وقال من صنع اليه معروف الى آخره) أخرجه الترمذي والنسائي وابن حبان في صححه من حديث اسامة بن زيد وقال الترمذي حسن جيد غريب (فقد ابلغ في الثناء) أى بلغ فيه نهايته (وقال انما جراء السلف الى آخره) أخرجه أحمد والنسائى وابن ماجه من حديث عبد الله بن أبى ربيعة (الحمد) أي الثناء على من أسلفه (والاداء) لفظهم والوفاء (وقال لابي أيوب الى آخره) أخرجه عنه ابن السني (لا يكن بك السوء) هو دعاء بلفظ النهي (وكان

الصفحة 393