كتاب بهجة المحافل وبغية الأماثل (اسم الجزء: 2)

الله ورضوانه اليوم على السنة وغدا في الجنة واجمع علماء الامة الذين يعتد بهم في قوله صلى الله عليه وسلم لا يزال من امتى امة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتى امر الله تعالى انهم اهل الحديث وقال الامام ابو عمرو بن الصلاح هذا وان علم الحديث من افضل العلوم الفاضلة وانفع الفنون النافعة يحبه ذكور الرجال وفحولهم ويعني به محققوا العلماء وكملتهم ولا يكرهه من الناس الا رذالهم وسفلتهم وهو من اكثر العلوم تولجا في (لا تزال) بالفوقية (من أمتى أمة قائمة بأمر الله الى آخره) أخرجه الشيخان من حديث المغيرة بن شعبة وأخرجه الترمذى من حديث معاوية بن قرة عن أبيه قال النووي ويحتمل ان هذه الطائفة معروفة في المؤمنين فمنهم قائم بالجهاد ومنهم قائم بالعلم ومنهم قائم بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومنهم قائم بأنواع أخرى من الخير انتهى وهذا يخالف ما ذكره المصنف من الاجماع نعم حكى ذلك الترمذي في صحيحه عن على بن المدينى قلت ما قاله النووي رواية أبي داود من حديث عمران بن حصين يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناواهم حتى يقاتل آخرهم المسيخ الدجال فهذا الحديث يظهر في المجاهدين ولمسلم لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق والغرب بالمعجمة وسكون الراء والمراد الغرب لاختصاصهم بالغرب غالبا وهى الدلو الكبيرة أو المراد أهل القوة والشدة والحرب وغرب كل شيء حده أو المراد الغرب من الارض الذي هو ضد الشرق أقوال وعلى الثالث فالمراد أهل الشام أو هم وما وراء ذلك أو أهل بيت المقدس قال القرطبي في شرح مسلم أول الغرب بالنسبة الى المدينة النبوية هو الشام وآخره حيث تنفقع الارض من الغرب الاقصى وما بينهما كل ذلك يطلق عليه مغرب فهل المراد المغرب كله أو أوله كل ذلك محتمل انتهي قال أبو بكر الطرسوسى في رسالة كتبها الى أقصى المغرب الله أعلم هل أرادكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث أو أراد به جملة أهل المغرب لما هم عليه من التمسك بالسنة والجماعة وطهاراتهم من البدع والاحداث في الدين والا فيقال فاز من مضى من السلف الصالح انتهى قال السيوطي في الديباج ومما يؤيد ان المراد الغرب من الارض رواية عبد بن حميد وبقى بن مخلد لا يزال أهل المغرب ورواية الدارقطني لا يزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق في المغرب حتى تقوم الساعة قال ولا يبعد ان يراد بالمغرب مصر واستشهد له بأحاديث منها يكون فتنة أسلم الناس فيها الجند العربي أخرجه الطبراني والحاكم وصححه من حديث عمرو بن الجموح فلذلك قدمت عليكم مصر زاد محمد بن الربيع الحيري في مسنده من دخل مصر من الصحابة وأنتم الجند العربي* قال السيوطي فهذه منقبة لمصر في صدر المسئلة واستمرت قليلة الفتن معافاة طول المسئلة لم يعترها ما اعترى غيرها من الاقطار وما زالت معدن العلم والدين ثم صارت في آخر الامر دار الخلافة ومحط الرجال ولا بلد الآن في سائر الاقطار بعد مكة والمدينة يظهر فيها من شعائر الدين ما هو ظاهر في مصر (ويعنابه) أى يتعب في تحصيله (رذا لهم) بضم الراء وتشديد المعجمة جمع رذل وهو الدون والخسيس والردىء من كل شيء ويقال في جمعه ارذال ورذول ورذل وأرذلون (وسفلتهم) بكسر (تولجا) تفعلا من الولوج

الصفحة 408