كتاب تبييض الصحيفة بأصول الأحاديث الضعيفة (اسم الجزء: 2)

وعبد الله أعزهم حديثا". وأحال محققه - جزاه الله خيرًا - على "طبقات ابن سعد" (القسم المتمم لتابعى أهل المدينة: 188)، وفي هذه الصفحة ترجمة محمد بن المنكدر (72)، وفيها: "محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهُدَيْر بن عبد العزى بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مُرَّة، وأمه أم ولد، ويكنى أبا عبد الله (¬31)، فولد محمد بن المنكدر: عمر، وعبد الملك، والمنكدر، وعبد الله، ويوسف، وإبراهيم، وداود لأم ولد ... " إلخ.
ثانيًا: مرسل محمد بن المنكدر: رواه الفاكهي في "أخبار مكة" (873) من طريق ابن أبي عدى عن محمد بن أبي حميد- أيضًا- عنه مرفوعًا مرسلًا. فإن كان ابن أبي عدى - وهو ثقة حافظ وثقوه، وقال أبو حاتم - مرة -: "لا يحتج به". وهذه ذكرها الذهبي في "الميزان" (3/ 647)، فإن كان حفظه هكذا، فالاختلاف من ابن أبي حميد، ولم يصب في رفعه لا مرسلا ولا موصولا، (فالصحيح) إيقافه على محمد بن المنكدر نفسه - رحمه الله - كما رواه ابن أبي شيبة (4/ 96)، قال: "نا ابن عيينة عن ابن المنكدر قال: ما أمعر حاجٌّ قط. يعنى: ما افتقر". وهذا إسناد جليل صحيح على شرط الشيخين، وابن عيينة من أجل الرواة عن ابن المنكدر، وهو عالم به وبغيره من الحجازيين. قال ابن مهدى: "كان أعلم الناس بحديث أهل الحجاز". كما في "التهذيب" (4/ 121). وابن المنكدر تابعى فاضل ومن خيار التابعين. قال ابن عيينة عنه: "كان من معادن الصدق ويجتمع إليه الصالحون، ولم يدرك أحد أجدر أن يقبل الناس منه إذا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منه". وقال ابن حبان: "كان من سادات القراء، لا يتمالك البكاء إذا قرأ
¬__________
(¬31) هذه الكنية تنبه المطلع عليها إلي أن له ولدًا اسمه: "عبد الله" ولكن ما شاء الله كان. وفي هذه المسألة من العبرة أنه "لا يصح الاكتفاء في إثبات الرواة أو نفيهم بما يورده الحافظ المزى رحمه الله في شيوخ كل راوٍ والرواة عنه من "تهذيب الكمال"، فقد فاته الكثير الكثير.

الصفحة 130