كتاب تبييض الصحيفة بأصول الأحاديث الضعيفة (اسم الجزء: 2)

فيه ما شاءوا على خلاف كتاب الله تبارك وتعالى. فبهذا عرفت تأويل حديث عبد الله بن عمرو أنَّه إنما كره الأخذ عن أهل الكتب (كذا) لذلك المعنى، وقد كانت عنده كتب وقعت إليه يوم اليرموك، فأظنه قال هذا لمعرفته بما فيها، ولم يرد النهى عن حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسنته، وكيف ينهى عن ذلك، وهو أكثر الصحابة حديثًا عنه؟ " اهـ. والله والمستعان، ولا حول ولا قوة إلا به.

الحديث التاسع والثمانون:
" من استرضى فلم يرضَ فهو شيطان، ومن استغضب فلم يغضب فهو حمار".
لا أصل له مرفوعًا. قال الحافظ السخاوى في "المقاصد" (1079): "ليس في المرفوع، وإنما هو فيما أورده البيهقي في "الشعب" من جهة جعفر ابن محمد الصادق قال: من لم يغضب عند التقصير، لم يكن له شكر عن المعروف، ومن طريق الربيع، وفي "مناقب الشعب" (كذا) من جهة أحمد ابن سنان كلاهما عن الشافعي من قوله بزيادة: "ومن استغضب فلم يغضب فهو حمار". وذكره عنه الشوكاني رحمه الله في "الفوائد المجموعة" (ص 295) باختصار الكلام عن طرقه.
وقال الشيخ ملا على القارى في "المصنوع" (310): "من كلام الشافعي". وذكره العلامة محمد الأمير الكبير المالكى في "النخبة البهية" (377) وقال: "وفي رواية جبان". وقال: "ليس بحديث، بل من قول الشافعي". قلت: رواه البيهقي في "مناقب الشافعي" (2/ 202) من طريق أحمد بن محمد بن الحسين المصري عن الربيع به. ورواه ابن عساكر (5/ 321) من طريق البيهقي أيضًا - بإسناد آخر - عن أبي بكر بن إسحاق عن الزبير

الصفحة 135