كتاب تبييض الصحيفة بأصول الأحاديث الضعيفة (اسم الجزء: 2)

الحديث الرابع والتسعون:
" المؤذن أملك بالأذان، والإِمام أملك بالإِقامة".
منكر. رُوِى من حديث أبي هريرة، وابن عمر.
أولًا: حديث أبي هريرة:
رواه ابن عدى في "الكامل" (4/ 1327) من طريق يحيى بن إسحاق، ثنا شريك عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "المؤذن أملك بالأذان، والإِمام أملك بالإِقامة، اللهم أرشد الأئمة، واغفر للمؤذنين". وقال: "وهذا - بهذا اللفظ - لا يروى إلا عن شريك ص رواية يحيى بن إسحاق عنه، وإنما رواه الناس عن الأعمش بلفظ آخر هو قوله: "الإِمام ضامن، والمؤذن مؤتمن، اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين" اهـ. قلت: فهو معدود في مناكير شريك بهذا اللفظ، وأومأ البيهقي إلى عدم صحته، فقال في "سننه" (2/ 19) - عقب روايته موقوفًا على علي بن أبي طالب -: "ورُوى عن شريك عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعًا، وليس بمحفوظ" اهـ.
ثانيًا: حديث ابن عمر: قال الحافظ رحمه الله في "التلخيص" (1/ 222) - بعد الإِشارة إلى حديث أبي هريرة وقول البيهقي فيه -: "ورواه أبو الشيخ من حديث أبي الجوزاء عن ابن عمر، وفيه معارك بن عباد وهو ضعيف، ورواه البيهقي عن علي موقوفًا، وقد أخرج مسلم من حديث جابر ابن سمرة: "كان بلال يؤذن إذا دحضت الشمس، ولا يقيم حتَّى يخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم" اهـ. وعزاه السيوطى في "الجامع" (9135) - وتبعه الهندي في "الكنز" (7/ 694) - إلى أبي الشيخ في كتاب "الأذان" عن أبي هريرة لكن زاد الهندى من "الإِكمال" عزوه إلى أبي الشيخ من ابن عمر بلفظ: "المؤذن أحق ... ". وقال المناوى (6/ 250): "رمز لحسنه.

الصفحة 150