كتاب تبييض الصحيفة بأصول الأحاديث الضعيفة (اسم الجزء: 2)

ينظر في قول الشيح: "عن أبي هريرة" فإن الحافظ ابن حجر ذكر أن أبا الشيخ خرجه من طريق أبي الجوزاء عن ابن عمر، قال: "وفيه معارك ابن عباد (تصحفت إلى: مبارك) ضعيف, وذكر أن الَّذي رواه عن أبي هريرة ابن عدى، ويحتمل أن أبا الشيخ خرجه عن صحابيين لكنى لم أره. ورواه البيهقي عن علي موقوفًا. قال: ورفعه غير محفوظ. وقال الذهبي: بل لا يصح".
قلت: ومعارك (¬37) ضعيف جدًا. قال البخاري: منكر الحديث. وأورده الدارقطني في "الضعفاء" (536) ساكتا عنه، فهو متروك عنده وعند البرقانى وابن حمكان. وقال الإِمام أحمد: لا أعرفه. وقال أبو زرعة.: واهى الحديث. وقال أبو حاتم: أحاديثه منكرة. وحكى أحمد بن الحسن الترمذي أنَّه ذكر حديثه في الجمعة، فقال له أحمد بن حنبل: استغفر ربك. أما ابن حبان، فخالف كل هؤلاء وأورده في "الثقات" (9/ 198)، وقال: "يخطئ ويهم" والحديث، قال الشيخ الألباني في "ضعيف الجامع" (6/ 3): "ضعيف".
(والصحيح) وقف الحديث على علي رضي الله عنه، فقد رواه ابن أبي شيبة (1/ 414) من طريق سفيان عن منصور عن هلال بن يساف عن أبي عبد الرحمن أو هلال عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن قال: قال على: فذكره. وإسناده صحيح، وهذا التردد لا يضر، فإن الإِسناد صحيح متصل في الحالتين، لا سيما وقد رواه عبد الرزاق (2/ 476) عن الثورى عن منصور عن هلال عن أبي عبد الرحمن به - بغير تردد -، وأفاد فائدة ليست عند ابن أبي شيبة، فقال عقبه: "قال سفيان: يعني: يقول الإِمام للمؤذن: تأخر حتَّى أتوضأ أو أصلى ركعتين". ووافق شعبة رحمه الله أيضًا رواية عبد الرزاق عن الثورى، فقد رواه البيهقي من طرق عنه عن منصور قال: سمعت هلال
¬__________
(¬37) سماه بعضهم: "معارك بن عبد الله"، وهو القيسي البصري.

الصفحة 151