كتاب تبييض الصحيفة بأصول الأحاديث الضعيفة (اسم الجزء: 2)

وابن حبان وأبو داود مرة، وضعفه أخرى. والأشبه توثيقه، والله أعلم.
والحديث قال البوصيرى رحمه الله في "مصباح الزجاجة" (2/ 187): "هذا إسناد فيه عبيس بن ميمون، وهو متفق على تضعيفه". (إلى عيسى، تصحف وجاء على الصواب في طبعة أخرى). وهو منكر، فقد أورد الحافظ المزى رحمه الله في "تهذيب الكمال" (ق 900) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: "سألت أبي عن حديث حدثناه خلف بن هشام البزار قال: حدثنا عبيس بن ميمون عن ثابت البنانى عن أَنس ... وعن عبيس بن ميمون عن عون بن أبي شداد عن أبي عثمان النهدى عن سلمان ... فذكره. قال أبي: هذه كلها مناكير". ورواه المزي بإسناده من طريق البغوي عن خلف بن هشام البزار عنه به، بلفظ: "من غدا إلى صلاة الصبح أعطى ربع الإِيمان، ومن غدا إلى السوق أعطى راية إبليس، وهو أول من يغدو وأول من يروح". وقال الحافظ المناوى (6/ 183): "وفيه عبيس بن ميمون. قال في "الكاشف". ضعفه ابن معين وغيره". (تصحفت عبيس إلى: عنبس).
وقال الشيخ الألباني في "ضعيف الجامع" (5/ 222): "ضعيف"، وعزاه إلى تحقيق "المشكاة" (¬40) (640). وباللفظ الثانى رواه الطبراني أيضًا (6/ 255) من طريق خلف بن هشام البزار ثنا عبيس به، بلفظ: "وهو مع أول من يغدو .. " الحديث. وقال الهيثمي: "قلت: روى ابن ماجة بعضه - رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه عبيس بن ميمون وهو ضعيف متروك".
(والصحيح) وقف الحديث - باللفظين الأولين - على سلمان رضى الله عنه. وله ثلاث طرق عن أبي عثمان عنه أيضًا:
¬__________
(¬40) وقال هناك: "وإسناده واه جدًا، فيه عبيس بن ميمون، قال البخاري وغيره: منكر الحديث. وقال ابن حبان: يروى عن الثقات الموضوعات توهمًا. فمن العجائب قوله في "المرقاة" (1/ 414): وسنده حسن اهـ.

الصفحة 162