كتاب تبييض الصحيفة بأصول الأحاديث الضعيفة (اسم الجزء: 2)

عن معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عنه به، ولفظه: "إن الذين لا تزال ألسنتهم رطبة بذكر الله، يدخل أحدهم الجنة وهو يضحك". وهذا إسناد صحيح متصل على شرط مسلم، والله أعلم.

الحديت الثامن والخمسون:
" إن الله لا يهتك سِتر عبد فيه مثقال ذرة من خير".
ضعيف جدًا. رواه ابن عدى (3/ 990) من طريق الربيع بن بدر، ثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس مرفوعًا به، وقال: "وهذا لم أره عن أيوب إلا من رواية الربيع عنه بهذا الإِسناد عنه". قلت: والربيع متروك كما في "التقريب" (1883) وتعقب المناوى في "الفيض" (2/ 279) السيوطى - رحمهما الله- إذ أورد الحديث في "جامعه" (1836) من رواية ابن عدى، بقوله -في الربيع هذا-: "وقال ابن عدى: عامة ما يرويه لا يتابع عليه، ثم ساق له هذا الخبر، فما أوهمه صنيع المصنف من أن مخرجه رواه وأقره غير صواب" اهـ.
قلت: وأراه تعقبًا ليس بالجيد، فإن السيوطي عفا الله عنه يجتزئ بعزو الحديث إلى جماعة منهم ابن عدى في "الكامل" - عن بيان ضعفه. نعم، لو قال ابن عدى في هذا الحديث بخصوصه: "هذا الحديث باطل" أو "منكر جدًا" أو "أنكر ما رواه فلان" ونحو هذه الصيغ، لكان هذا التعقب في محله. وابن عدى لم يقل إلا ما قدمتُ عنه. ثم إنه لم يقل ما حكاه المناوى عنه إلا في آخر ترجمة الربيع، وبعد أن أورد له أحاديث هذا أحدها. ولفظه (3/ 992): "وللربيع بن بدر غير ما ذكرت من الحديث، وعامة حديثه ورواياته عمن يروى عنهم مما لا يتابعه أحد عليه". وأورد السخاوى رحمه الله في

الصفحة 34