كتاب تبييض الصحيفة بأصول الأحاديث الضعيفة (اسم الجزء: 2)

رقما 95) كما في "الضعيفة" (602) عن أبي عمرو المقدام بن داود قال: ثنا على بن معبد قال: ثنا وهب بن راشد عن مالك بن في ينار عن خلاس بن عمرو عن أبي الدرداء مرفوعًا. قال الشيخ الألباني: "قلت: وهذا إسناد ضعيف جدًا، المقدام بن داود، قال النسائى: "ليس بثقة". ووهب بن راشد هو الرقى. قال ابن عدى: "ليس حديثه بالمستقيم، أحاديثه كلها فيها نظر". وقال الدارقطني: "متروك". وقال ابن حبان: "لا يحل الاحتجاج به بحال". وقال الهيثمى (5/ 249): "رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه وهب (الأصل: إبراهيم وهو تحريف) ابن راشد وهو متروك". قلت: وتعصيب الجناية به وحده ليس بجيد، لا علمت أن في الطريق إليه المقدام (في الأصل- خطأ- المقداد) بن داود، وهو مثله في الضعف" اهـ. قلت: وله علة ثالثة -يسيرة- وهى الانقطاع بين خلاس بن عمرو وأبى الدرداء. فإنى لم أرَ أحدًا نص على رواية خلاس عنه، وقد قال الإِمام أحمد: "خلاس لم يسمع من حذيفة"، وحذيفة توفى (36) بعد أبي الدرداء بقليل، وكذلك نفى الدارقطني روايته عن عثمان وعلى، ووفاة أبي الدرداء كانت آخر خلافة عثمان، فالله أعلى وأعلم. وفي الجملة، فخلاس ثقة، وكان يرسل كما قال الحافظ رحمه الله في التقريب" (1770).
(وإنما) صح هذا عن مالك بن دينار -وغيره- حكاية عن الإِسرائيليات لا مسندًا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
1 - ففى "الحلية" (2/ 378) من طريق موسى بن خلف، وفيها (6/ 172) من طريق صالح المرى كلاهما عنه قال: "قرأت في بعض الحكمة: إنى أنا الله مالك الملوك، قلوب العباد بيدى، فمن أطاعنى جعلتهم عليه رحمة، ومن عصانى جعلتهم عليه نقمة، لا تشاغلوا بسب الملوك، ولكن توبوا إلَىَّ أعطفهم عليكم". وإسناده -من الوجه الأول- حسن، وفي الثانى صالح المرى، وهو متروك الحديث لكنه متابع كما ترى. ومالك بن دينار تابعى زاهد

الصفحة 36