كتاب تبييض الصحيفة بأصول الأحاديث الضعيفة (اسم الجزء: 2)

الترجمة، فرأيت لزامًا عَلَيَّ أن أبين الأمر (¬9).
(وقد) صح هذا الكلام مقطوعًا على مصعب بن سعد رحمه الله ابن الصحابى الجليل سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه، فيما رواه ابن أبي شيبة (1/ 21) وعبد الرزاق (2/ 10) -واللفظ له- عن إسرائيل عن موسى بن أبي عائشة قال: سمعت مصعب بن سعد -وسأله رجل فقال: أتوضأ وأغسل وجهى وذراعى فيكفينى ما في يدى لرأسى أو أحدث لرأسى ماءً؟ -قال: "لا، بل أحدث لرأسك ماءً" ولفظ ابن أبي شيبة -باختصار القصة-: "خذ لرأسك ماءً جديدًا". وأورد آثارًا فعلية عن جماعة من الصحابة. وروى عبد الرزاق عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: بفضل وجهك تمسح رأسك؟ (كذا). قال: لا، ولكن أغمس يدى في الماء وأمسح بهما ولا أنفضهما، ولا أنتظر أن يجف الذى فيهما من الماء، وإنى لحريص على بل الشعر". وبالله التوفيق.

الحديث السبعون:
" رُبَّ معلم حروف أبي جاد، دارس في النجوم، ليس له عند الله خلاق يوم القيامة" (¬10).
¬__________
(¬9) ثم إن الشيخ استمر على هذا، فبنى عليه تضعيف هذا الحديث الصحيح، لحديث آخر حسَّنه عن الربيع بنت معوذ في "صحيح أبي داود" وفي تحسينه نظر ليس هذا محله.
(¬10) وروى بحشل في "تاريخ واسط" (ص 206) عن قرة المزنى مرفوعا: "تعلموا أبا جاد- ويل لعالم يجهل تفسير أبي جاد". وهذا باطل، فيه الحسن بن شبيب ابن راشد المكتب، قال ابن عدى: "حدث عن الثقات بالبواطيل، وأوصل أحاديث هى مرسلة"، عن محمد بن زياد وهو اليشكرى الطحان الميمونى الرقى، كذاب يضع الحديث. ثم وجدت في "فردوس الأخبار" (2068) عن ابن عباس مرفوعا: تعلموا: أبجد وتفسيرها، وويل لعالم جهل تفسيرها. ألف: الله وإلى الله وحرف من أسماء الله، والباء، فبهاء الله، والجيم فجنة الله، والدال فدين الله". وقال الحافظ في "التسديد": "أسنده عن ابن عباس". وقال محققاه: "ذكره =

الصفحة 67