كتاب تبييض الصحيفة بأصول الأحاديث الضعيفة (اسم الجزء: 2)

واه جدًّا، كأنه موضوع. رواه الطبراني (11/ 41) من طريق خالد بن يزيد العمرى نا محمد بن مسلم نا إبراهيم بن ميسرة عن طاووس عن ابن عباس مرفوعًا به. وجزم الألبانى حفظه الله بوضعه، فقال في "الضعيفة" (417): "قلت: خالد هذا كذبه أبو حاتم ويحيى، وقال ابن حبان: "يروى الموضوعات عن الأثبات". وقال الهيثمى في "المجمع" (5/ 117) بعد أن عزاه للطبرانى: "وفيه خالد بن يزيد العمرى، وهو كذاب". قلت: ومع ذلك فقد أورد حديثه هذا السيوطى في "الجامع"! وتعقبه المناوى بما نقلته عن الهيثمى. ثم قال: "ورواه عنه أيضًا حميد بن زنجويه" اهـ. قلت: وعزاه -مع الطبراني- للديلمى أيضًا. فكأن العمرى هذا وقع له الحديث موقوفا، فتعمد رفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإنما الصحيح وقفه.
(فقد) رواه الخرائطى في "مساوئ الأخلاق" (781) والبيهقى في "السنن" (8/ 139) من طريق محمد بن يوسف الفريابى عن الثورى عن ابن طاووس عن أبيه عنه -في قوم يكتبون أبا جاد (¬11) وينظر في النجوم-، قال: "ما أرى لمن فعل ذلك عند الله تبارك وتعالى من خلاق". وإسناده صحيح على شرط مسلم. والله أعلم.
¬__________
= الكنانى في تنزيه الشريعة المرفوعة بزيادة: فيها الأعاجيب (يقصدان: بعد: جهل تفسيرها) قال: لم يبين علته، وفيه محمد بن يزيد (كذا والصواب: زياد كما فيه) اليشكرى، ومن طريقه أيضًا أخرجه ابن فنجويه في كتاب المعلمين، إلا أنه جعله من حديث أنس 1/ 226 اهـ. قلت: فهذا من تلون ذاك الوضاع، مرة يرويه عن قرة، ومرة عن ان عباس، ومرة عن أنس على أن راويه عنه - في حديث قرة - هالك أيضًا.
(¬11) وأبو جاد، من أبجد. وهى أولى الكلمات الست (أبجد، هوز، حطى، كلمن، سعفص، قرشت، التى جمعت فيها حروف الهجاء بترتيبا عند الساميين قبل أن يرتبها "نصر بن عاصم الليثى" الترتيب المعروف. أما (ثخذ، ضظغ، فحروفها في أبجدية اللغة العربية. قاله محقق "تاريخ واسط" وأحال على "المعجم الوسيط" (1: 1).

الصفحة 68