كتاب بحوث وتحقيقات عبد العزيز الميمني (اسم الجزء: 2)

الكمال فمن رام مصداق ما ذكرت فليُقِر عينه بإدارتها فيها وليرتع في رياض فرائدها وفوائد حواشيها.
وأما شيخ هذه الصناعة وفارس ميدان البراعة أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا الرازي فإنه مع كثرة تصانيفه وجودة تآليفه لم يسلَم جَواده في جَواد هذا المِضمار من الكَبْوة والعِثار وقد ذكر في المجمل في تركيب ت م م والمتتمم المكسر وهو في قول الشاعر:
(أو كانهياض المُتْعَب المتَتَممِ)
فمن كانت بضاعته في حفظ أشعار العرب مُزْجاةً وَشدا طَرفًا من علم العروض حكم أنه من البَحر الكامل على وزان قول أبي كبير الهذلي:
أزهيرَ هل عن شيبة من مَعْهَم ... أم لا خلود لباذلٍ مُتكرِّم
والرواية (كانهياض) بغير كلمة (أو) والبيت من الطويل وهو لذي الرمة وصدره (¬1):
إذا نال منها نظرةً هِيص قلبه ... بها كانهياضِ
وقال في تركيب ث غ ر ثغرة النحر الهزْمة في اللبة قال:
وتارة في ثُغَر النحور
وهو مغير والرجز للعجاج والرواية:
يَنْشِطُهن في كُلى الخصورِ ... مَرًا ومَرًا ثُغَرَ النحورِ
وتارة في طبَق الظُّهور
يصف ثورًا وحشيًّا يطعن الكلاب برَوْقَيه. وقال في تركيب ج ل ل:
فعلته من جلالك أي عَظَمتك قال: (واكرامي العدى من جلالها)
والرواية: (وإكراميَ القومَ العِدَى ...)،
وصدره: (حيائي من أسماءَ والخَرف دونها)
وفي هذا الكتاب من هذا النوع حدود خمسُ مائة موضع، وفي سائر تصانيفه
¬__________
(¬1) اللجنة: ورواية اللسان:
(إذا ما رآها رؤبة هيض قلبه ... بها كانهياض المتعب المتَيَمّمِ)

الصفحة 397