كتاب الرصف لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من الفعل والوصف (اسم الجزء: 2)
امتناع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الصلاة على من غل
1488 - عن زيد بن خالد: أنَّ رجلًا من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - تُوُفِّيَ يَوْمَ خَيْبَرَ، فَذَكَرُوا لِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "صَلُّوا على صَاحِبكُم" فَتَغَيرتْ وُجوهُ النَّاس لِذلِكَ، فقال: "إِنَّ صَاحِبَكُم قَدْ غَلَّ في سَبيلِ الله، فَفَتَّشْنَا مَتَاعَهُ، فَوَجَدْنا خَرَزًا من خَرَزِ يَهُودَ لا يُساوِي دِرهَمَيْنِ". أخرجه الموطأ، وأبو داود، والنسائي (¬1).
ذكر المغازي والسرايا وما يذكر من عددها
وقول الله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} [الحج: 39].
قال ابن عباس: هي أول آية أنزلت في القتال (¬2).
قال مجاهد: خرج ناس مؤمنون مهاجِرين من مكة إلى المدينة، فاتَّبعهم كفار قريش، فأَذِنَ الله لهم في قتالهم، فأنزل الله هذه الآية: {فَقَاتِلُوا} (¬3).
روى البيهقي بإسناد رفعه إلى أبي بن كعب، قال: لما قدم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابُه المدينةَ، وآوته الأنصارُ، رَمَتْهُمُ العربُ عن قوسٍ واحدة، وكانوا لا يبيتون إلا بالسلاح، ولا يُصبحون إلا فيه، فقالوا: ترون أنا نعيش حتى نبيت
¬__________
(¬1) رواه الموطأ 2/ 458 في الجهاد: باب ما جاء في الغلول، وأبو داود رقم (2710) في الجهاد: باب في تعظيم الغلول، والنسائي 4/ 64 في الجنائز: باب الصلاة على من غل، ورواه أيضًا أحمد في المسند 4/ 114 و 5/ 192 وابن ماجه رقم (848) في الجهاد: باب الغلول، وإسناده عند مالك وابن ماجه صحيح.
(¬2) رواه أحمد في المسند رقم (1865) والبيهقي في الدلائل 2/ 294 وإسناده صحيح.
(¬3) ذكره السيوطي في "الدر المنثور" ونسبه لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في "الدلائل".