كتاب الرصف لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من الفعل والوصف (اسم الجزء: 2)

من الحق، بدليل قوله في رواية: "تؤدون الحق الذي عليكم، وتسألون الله الذي لكم" أخرجه البخاري ومسلم أيضًا.
ومعنى استرعاهم: استحفظهم، يقال: استرعيته الشيء فرعاه.

ذكر القضاء
وهو من فروض الكفايات، والقضاء في الأصل: إحكام الشيء والفراغ منه، فيكون القضاء أيضًا الحكم، ومنه قوله تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ} [الإسراء: 4] وسمي الحاكم قاضيًا لأنه يمضي الأحكام ويحكمها، وجاء قضى بمعنى أوجب، فيجوز أن يكون سمي قاضيًا لإيجابه الحكم على المحكوم عليه.
قوله: "فقد ذبح بغير سكين"، يريد القتل بغيرها كالخنق ونحوه، فإنه أصعب وأشد من الذبح بالسكين، وقيل: الذج يكون في العرف بالسكين، فعدل عنها ليدل على أن الخوف عليه هلاك دينه لاهلاك بدنه، وكلاهما يدل على التحذير من القضاء، وقيل: معناه: أن من جعل قاضيًا فينبغي أن تموت جميع شهواته الرديئة، وأخلاقه الذميمة فهو ذبح بغير سكين، وحينئذ فيكون القضاء محبوبًا مرغبًا فيه.

تولية القضاء
قوله: "ولا علم لي بالقضاء"، أي: لا علم لي بترافع الخصوم، لأنه لم يكن قد جرب أخلاقهم في حالة الترافع بعد، ولم يرد به نفي مطلق العلم بالقضاء، إذ لو كان كذلك لم يبعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لذلك.
وقوله: "سيهدي قلبك"، أي: يرشدك إلى علم ما أشكل عليك بالرأي الذي يحله قلبك، والسين فيه: لتنفيس زمان وقوعه، نحو: إني ذاهب إلى ربي سيهدين.

الصفحة 444