كتاب الرصف لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من الفعل والوصف (اسم الجزء: 2)

نصف عشرة في أكثر البلاد، وأهل الشام يجعلونه جزءًا من أربعة وعشرين، والياء فيه بدل من الراء، فإن أصله قراط، وكان يغلب على أهل مصر ذكر القيراط، فيقولون: أعطيت فلانًا قراريط: إذا أسمعه ما يكرهه، واذهب أعطيك قراريط، أي: ساءك إسماعك المكروه، فنسب القيراط إليهم لذلك.
وقوله: "فإن لهم ذمةً ورحمًا" أي: من جهة هاجر أم إسماعيل عليه السلام، فإنها كانت قبطية من أهل مصر.

ذكر ما بين يدي الساعة من الملاحم والفتن
والملاحم جمع ملحمة بالحاء المهملة، وهي: الواقعة العظيمة في الفتنة وقيل: هي الحرب وموضع القتال، مأخوذ من اشتباك الناس واختلاطهم، كاشتباك لحمة الثوب بالسدا. وقيل: من اللحم لكثرة القتلى.
قوله: "كأن وجوههم المجان المطرقة" جمع مجن بكسر الميم، وهو الترس، والمطرق: الذي جعل على ظهره طراق، وهو الجلد يقطع على مقدار الترس فيلصق على ظهره طراق، شبه وجوههم بالترس لبسطها، وبالمطرق لغلظها وكثرة لحمها، وكذلك وجدوا.
قوله: "لكع بن لكع"، بضم اللام وفتح الكاف وبالعين المهملة: هو اللئيم، وقيل: الوسخ، وهو المراد ها هنا، وقد يطلق على الصغير.
قوله: "وتكون الساعة كالضرمة من النار"، بالضاد المعجمة والراء، قال في "النهاية": الضرمة بالتحريك: النار، والمعنى: كزمان إيقاد الضرمة، يريد ما يوقد به من نحو الكبريت، وهو زمان يسير.

الصفحة 477