كتاب الرصف لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من الفعل والوصف (اسم الجزء: 2)

1260 - عن ابن عمر قال: إِنَّ عُمَرَ حِينَ تأيَّمتْ (¬1) حفصة من خُنَيْس بن حذافة السَّهمي وكان من أصحابِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قَدْ شَهْدَ بَدْرًا فَتُوُفِّيَ بالمَدِينة، فقال عمر: فلَقِيتُ عُثمانَ بن عفان، فعَرَضْتُ عليه حَفْصَة، فقلت: إنْ شِئْتَ أَنْكَحْتُكَ حَفْصَةَ، فقال: سَأنْظُرُ في أمْري، فلَبثْتُ لَيَالِيَ، ثم لَقِيَني، فقال: قَدْ بَدَا لي أَنْ لَا أَتَزَوَّجَ يَوْمِي هذا، قال عمر: فلَقِيتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيق، فقلت: إنْ شِئْتَ أَنْكَحْتُكَ حَفْصَةَ ابْنَةَ عُمَر، فصمت أبو بكر، فلم يرجع إليَّ شَيْئًا، فكنت أَوْجَدَ عليه منِّي على عثمان، فَلَبث لَيَالِيَ، ثم خَطَبَها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَأَنْكَحْتُها إِيَّاهُ، فلَقِيَني أَبُو بَكْرٍ، فقال: لَعَلَّكَ وَجَدْتَ عَلَيَّ حِينَ عَرَضْتَ عَلَيَّ حفْصَةَ فلَمْ أرْجِع إلَيْكَ شيئًا؟ فقلت: نعم، فقال [أبو بكر: ] فإِنَّه لم يَمنَعْني أن أرجِعَ إلَيْكَ فيما عَرَضْتَ عَلَيَّ، إِلَّا أَنِّي كنت علمتُ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَدْ ذَكَرَها، فلم أكُن لأُفْشي سِرَّ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، ولو تَرَكَهَا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لَقَبِلْتُها" أخرجه البخاري والنَّسائي (¬2).
1261 - عن أم سلمة: أنَّه لمَّا انْقَضَتْ عِدَّتُها، بَعَثَ إليها أَبُو بَكْرٍ فخطبها، فلم تزَوَّجَهُ، فبعث إليها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عمر بن الخطَّاب يخطبها عليه، فقالت: أخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَنِّي امرأةٌ غَيْرَى، وأَنِّي امرأةٌ مُصبِيَةٌ، وليس لأحدٍ من أوليائي بشاهدٍ، فأتَى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَذَكَر ذلك له، فقال: "ارجع إليها [فقُل لها]: أمَّا قولك: إنِّي امرأةٌ غَيْرَى، فسَأدعُو الله عزَّ وجل فيذهب غَيرَتَكِ، وأمَّا قولُكِ: إنِّي امرأةٌ مُصبيَةٌ، فَسَتُكفَين صِبيانك، وأمَّا قولك: ليس أحدٌ من أوليائي بشاهدٍ، فلَيسَ أحَدٌ من أوليائك شاهدٌ ولا غائبٌ يَكرَهُ ذلك" فقالت لابنها: يا عمرو! قُم فزوِّج رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فزوَّجَهُ" أخرجه
¬__________
(¬1) في الأصل: بانت.
(¬2) رواه البخاري 9/ 144 و 145 في النكاح: باب عرض الإنسان ابنته أو أخته على أهل الخير، والنسائي 6/ 77 و 78 في النكاح: باب عرض الرجل ابنته على من يرضى.

الصفحة 53