كتاب الرصف لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من الفعل والوصف (اسم الجزء: 2)

نُسَمَّى قَبْلَ أنْ نُهاجِرَ: السَّمَاسِرةَ، فَمَّر بنا [النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -] يومًا بالمدينة، فَسمَّانا باسمٍ هو أَحسَنُ منه، فقال: "يا مَعْشَرَ التُّجَّارِ! إنَّ البَيْعَ يَحْضُرُهُ اللَّغو والحَلْفُ، فشُوبُوهُ بالصَّدقَةِ".
رواه أبو داود (¬1).

الإنكار على من يغش في سلعته
1170 - عن أبي هريرة: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ في السُّوق على صُبْرَةِ طَعَامٍ، فأَدخَلَ يَدَهُ فيها، فَنَالَت أَصَابِعُهُ بَلالًا (¬2)، فقال: "ما هذا يا صاحِبَ الطَّعام؟ " قال: يا رسول الله! أصَابَتْهُ السَّماء، قال: "أفلا جَعَلتَهُ فوقَ الطَّعام حتى يَراه النَّاسُ، مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنَّا". رواه مسلم والترمذي (¬3).

بيع المزايدة
1171 - عن أنس رضي الله عنه: أنَّ رَجُلًا من الأنصارِ جاءَ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَسْأَلُه، فقال: "لَكَ في بَيْتِكَ شَيءٌ؟ " قال: بلى، حِلْسٌ نَلْبَسُ بَعْضَهُ، ونَبْسُطُ بعضَهُ، وقَدَحٌ نشربُ فيه الماء، قال: "ائْتِنِي بِهما" قال: فأَتاهُ بهما، فأَخَذَهُما رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بيدِه، ثم قال: "من يَشْتري هاذَيْن؟ " فقال رجل: أنا آخُذُهما بِدِرْهَمٍ، قال: "من يَزيدُ على دِرْهَمٍ؟ " مرتين أو ثلاثًا، قال رجل: أنا آخُذُهُما بِدرْهَميْن، فأعطاهُما، وأخذ الدِّرْهَمَيْن، فأعطاهما الأنصاريَّ، فقال: "اشْتَر بأَحَدِهما طَعامًا فانْبِذْه إلى أهلِكَ، واشْتَر بالآخر قدُومًا فَائْتِني به" ففعل، فأخذه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فشَدَّ فيه عودًا بيده وقال: "اذْهَبْ فاحتَطِبْ،
¬__________
(¬1) رقم (3326) و (3327) في البيوع: باب في التجارة يخالطها الحلف، وإسناده صحيح.
(¬2) في صحيح مسلم وسنن الترمذي بللًا، وهما بمعنى.
(¬3) رواه مسلم رقم (101) في الإيمان: باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من غَشَّنا فليس منَّا" والترمذي رقم (1215) في البيوع: باب ما جاء في كراهية الغش في البيوع.

الصفحة 6