كتاب الرصف لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من الفعل والوصف (اسم الجزء: 2)

عدة الوفاة
1315 - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: جاء رجل إلى ابن عباس، وأبو هريرَة جالسٌ عِنْدَه، فقال: أَفْتِني في امْرأَةٍ وَلَدَتْ بَعْدَ زَوْجِها بأَرْبَعِين لَيْلَةً، فقال ابن عباس: آخِر الأَجَليْن، وقلت أنا: {وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} [الطلاق: 4] قال أبو هريرة: وأنا مع ابن أخي - يعني أبا سلمة - فأرسل ابنُ عباسِ غُلامَهُ كُرَيْبًا [إلى أُم سلمة] يسأَلُها، فقالت: قُتِلَ زَوْجُ سُبَيْعَة وهِيَ حُبْلى، فوَضَعَتْ بعد مَوْتِهِ بأَرْبَعِيْن لَيْلَةً، فخُطِبَتْ، فأنْكَحَهَا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وكانَ أبو السَّنابِل بن بَعْكَك فيمن خَطَبَها. أخرجه البخاري، وأورده الحُمَيْدِيُّ في أفراد البخاري في مسند عائشة وقال: أخرجه أبو مسعود الدمشقي في أفراد البخاري لعائشة من ترجمة يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عائشة. قال الحميدي: ثم قال - يعني أبا مسعود -: وأخرجه مسلم من حديث يحيى الأنصاري، عن سليمان بن يسار، عن أُم سلمة، وذلك مذكور في مسند أُم سلمة في أفراد مسلم من ترجمة كريب عنها، قال الحميدي: وليس فيما عندنا من كتاب البخاري إلَّا كما أوردناه. "فسألها" (¬1) مهملًا، ولم يذكر لها اسمًا، ولعل أبا مسعود وجد ذلك في نسخة عن عائشة.
قال ابن الأثير: صدق الحميدي، ليس في كتاب البخاري لها اسم مذكور، إنما قال: فأرسل غلامه كريبًا فسألها ولم يسمها، وما أظن إلا أبا مسعود
¬__________
= باب ما جاء في الخلع، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وهو كما قال.
(¬1) قال الحافظ في "الفتح": والذي وقع لنا ووقفت عليه من جميع الروايات في البخاري في هذا الموضع: "فأرسل ابن عباس غلامه كريبًا إلى أم سلمة، وكذا عند الإسماعيلي من وجه آخر عن يحيى بن أبي كثير.

الصفحة 72