كتاب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر (اسم الجزء: 2)

وولاتها فوصلته بأسنى أفضالها وأهنى صلَاتهَا وهبت عَلَيْهِ من قبلهم رخاء الإقبال وعاش فِي كنفهم بَين نَضرة الْعَيْش ورخاء البال وَلم يزل بهَا حَتَّى انصرمت من الْحَيَاة أَيَّامه وقوضت من هَذِه الدَّار الفانية خيامه وَمن مؤلفاته الْمعول فِي شرح شَوَاهِد المطول وقطر الْغَمَام فِي شرح كَلَام الْمُلُوك مُلُوك الْكَلَام وَغير ذَلِك وَله ديوَان شعر بِالْعَرَبِيَّةِ وانتخب مِنْهُ نبذة سَمَّاهَا بحلي الأفاضل وَله أشعار بالتركية والفارسية ثمَّ أنْشد لَهُ هَذِه القصيدة يمدح بهَا عَليّ باشا ابْن أفرا سياب حَاكم الْبَصْرَة ويستأذنه فِي الْحَج وزياة النَّبِي
ومطلعها
(لمع الْبَرْق فِي اكف السقاة ... وبدا الصُّبْح فِي سنا الكاسات)

(فالبدار البدار حَيّ على الراح ... وهبوا لأكمل اللذا)

(نَار مُوسَى بَدَت فَأَيْنَ كليم الذَّات ... يمحو بهَا حجاب الصِّفَات)

(صَاح ديك الصَّباح يَا صَاح بِالرَّاحِ ... فَوَات الأفراح قبل الْفَوات)

(واصطبحنا اصطباح من رَاح ... لَا يفرق بَين الشموس والذرات)

(تلق فِيهَا الْعُقُول منتقشات ... كانتقاش الْأَشْخَاص فِي الْمرْآة)

(فَهِيَ الشربة الَّتِي عثر الْخضر عَلَيْهَا ... فِي عين مَاء الْحَيَاة)

(وتقصى الاسكندر الْبَحْث عَنْهَا ... فعداها وتاه فِي الظُّلُمَات)

(سكنت من حضائر الْقُدس حانا ... جلّ عَن أَن يُقَاس بالحانات)

(نور حق بِنَفسِهِ قَامَ مَا احْتَاجَ ... إِلَى كوَّة وَلَا مشكاة)

(قبس أشعلته أَيدي التجلي ... فَأَضَاءَتْ بِهِ جَمِيع الْجِهَات)

(حجبت بالزجاج وَهِي عيان ... كاحتجاب البذور بالهالات)

(يَا نديمي أجل لي عرائس سر ... بغواشي الكؤس محتجبات)

(هَات راحي وناد خُذْهَا فَإِنِّي ... لست أنسى يَوْم اللقا خُذ وهات)

(فَلَقَد هد ركن نحسي لما ... سعدت بالحبيب كل جهاتي)

(هِيَ شهد الشُّهُود بل رَاحَة الْأَرْوَاح ... بل حسن طلعة الْحَسَنَات)

(يَا سقاتي لَا تصرفوا الصّرْف عني ... فحياتي فِي رشفها يَا سقاتي)

(غير بدع مِمَّن حساها إِذا ارْتَاحَ ... وَقَالَ الْوُجُود بعض هباتي)

(قَامَ زين الْعباد من شربهَا قطبا ... عَلَيْهِ دارت رحى الْبَينَات)

(فتلاشى بشعلة فتح الْعَينَيْنِ ... مِنْهَا إِلَى عُيُون الذَّات)

الصفحة 428