كتاب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر (اسم الجزء: 2)

(وخطت بالجنيد لجة بَحر ... غرقت فِيهِ أَكثر الكائنات)

(ورمت بالحسين حَتَّى ترقى ... بِأَن الْحق أرفع الدَّرَجَات)

(واستمعنا من شيخ بسطَام مَا أعظم ... ذاتي بِالنَّفْيِ وَالْإِثْبَات)

(وقصارى خلع العذار بهَا نيل ... مقَام يُقَاوم المعجزات)

(رب وفر مِنْهَا يُصِيب فَتى الْمجد ... عَليّ العلى سرى السراة)

(فَهُوَ فِي سره المنزه سرى ... أَنه لم يهم بجوز الفلاة)

(حاد عَن مَذْهَب التقشف ... وانحاز إِلَى مَذْهَب الحماة الكماة)

(وتردّى برد البواطن وَالْأَصْل ... خلوص الْأَعْمَال بِالنِّيَّاتِ)

(فَهُوَ فِي السِّرّ خَادِم الْفقر عاف ... وَهُوَ فِي الْجَهْر ضيغم الْملك عاتي)

(وَله فِي مَرَاتِب الْفضل ذهن ... هُوَ مِفْتَاح مقفل المشكلات)

(كتمته أولى الدهور وأبدته ... على فَتْرَة من المكرمات)

(فأفادت بمجده الْبَصْرَة الفيحاء ... حلى الْمعَاهد العاطلات)

(حل من حفظ نَفسه للْمَسَاكِين ... سَنَام الْمَرَاتِب العاليات)

(أَسد فِي ملاحم الْحَرْب غيث ... فِي الندى خضرم بِعلم اللُّغَات)

(كَفه مقلة العدوّة فَلَا يَنْفَكّ ... كل عَن شِيمَة المرسلات)

(وَكَذَا خيله وأفئدة الْأَعْدَاء ... سيان فِي رَحا العاديات)

(وَكَذَا مَاله وأرواح من عَادَاهُ ... فِي كونهن فِي النازعات)

(أَن يضع وَقت من سواي فَإِنِّي ... لي بعلياه أشرف الْأَوْقَات)

(شملتني مِنْهُ الْعِنَايَة حَتَّى ... قد سمت همتي عَن النيرات)

(يَا إِمَام الْكِرَام يَا صَادِق الْوَعْد ... إِذا لم يَفِ الورى بالعدات)

(وهما مَا تعوّد الْحلم والجود ... وَهَاتَانِ أكْرم الْعَادَات)

(نلْت من جودك العميم نوالا ... وَجَبت فِيهِ حجتي وزكاتي)

(عرف النَّاس فِي حماك وُقُوفِي ... فأجزني الْوُقُوف فِي عَرَفَات)

(ومرادي لَك الثَّوَاب وللرق ... قَضَاء الْمَنَاسِك الْوَاجِبَات)

(طوف بَيت الله الْحَرَام وتقبيل ... ثرى قبر سيد الكائنات)

(لم أُفَارِق حمى العلى لبيت ... غير بَيت العلى ذِي الدَّرَجَات)

(وابق واسلم على الرَّجَاء مليكاً ... طوع مَا يَشْتَهِي الزَّمَان المواتي)

الصفحة 429