كتاب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر (اسم الجزء: 2)

( ... )
قلت أَخْبرنِي بعض المكيين أَن حج وَفِي ذكرى أَنه قَالَ لي جاور وَاتفقَ لَهُ مَعَ أدباء مَكَّة مطارحات ومدائح فَمن قصيدته الَّتِي مدح بهَا الشريف رَاشد ومستهلها
(الآم انتظاري للوصال وَلَا وصل ... وحتام لَا تَدْنُو إليّ وَلَا أسلو)

(وَبَين ضلوعي زفرَة لَو تبوّأت ... فُؤَادك مَا أيقنت أَن الْهوى سهل)

(جميلاً بصب زَاده النأي صبوة ... ورفقاً بقلب مَسّه بعْدك الخبل)

(إِذا أطرفت مِنْك الْعُيُون بنظرة ... فأيسر شَيْء عِنْد عاشقك الْقَتْل)

(أمنعمة بالزورة الظبية الَّتِي ... بخلخالها حلم وَفِي قُرْطهَا جهل)

(وَمن كلما جردتها من ثِيَابهَا ... كساها ثيابًا غَيرهَا الفاجم الجثل)

(سقى المزن أَقْوَامًا بو عساء رامة ... لقد قطعت بيني وَبينهمْ السبل)

(وَحيا زَمَانا كلما جِئْت طَارِقًا ... سليمى أجابتني إِلَى وَصلهَا جمل)

(تود وَلَا أصبو وَتُوفِّي وَلَا أَفِي ... وأنأي وَلَا تنأى وأسلو وَلَا تسلو)

(إِذا الْغُصْن غض والشباب بمائه ... وجيد الرِّضَا من كل نائبة عطل)

(وَمن خشيَة النَّار الَّتِي فَوق وجنتي ... تقاصر أَن يدنو يعارضي النَّمْل)

(بروحي من ودعتها ومدامعي ... كسقط جمان جد من سمطه الْحَبل)

(كَانَ قلاص الْمَالِكِيَّة نوخت ... على مدمعي فَارْفض مذ سَارَتْ الأبل)

(وَمَا ضربت تِلْكَ الْخيام بعالج ... لقصد سوى أَن لَا يصاحبني الْعقل)

(وحدب كَانَ العيس فِيهِ إِذا خطت ... تسابق ظلا أَو يسابقها الظل)

(سئمن بِنَا الأمضاء حَتَّى كأننا ... حياري ذجى أَو أَرْضنَا مَعنا قفل)

(إِذا عرضت لي من بِلَاد مذلة ... فأيسر شَيْء عِنْدِي الوخد والرحل)

(وَلَيْسَ اعتساف البيد عَن مربع الْأَذَى ... بذل وَلَكِن الْمقَام هُوَ الذل)

(وَلَا أَنا مِمَّن أَن جهلت خلاله ... أَقَامَت بِهِ القامات والأعين النجل)

(فَكل رياض جِئْتهَا إِلَى مرتع ... وكل أنَاس أكرموني هم الْأَهْل)

(ولي بإعتماد إِلَّا بلج الْوَجْه رَاشد ... عَن الشّغل فِي آثَار هَذَا الورى شغل)

(همام رست للمجد فِي جنب عزمه ... جبال جبال الأَرْض فِي جنبها سهل)

(وَلَيْث هياج مَا عرين جفونه ... من الْكحل إِلَّا والعجاج لَهَا كحل)

(يقوم مقَام الْجَيْش إِن غَابَ جَيْشه ... ويخلف حد النصل إِن غمد النصل)

(زكتْ شرفاً أعراقه وفروعه ... وَطَابَتْ لنا مِنْهُ الْفَضَائِل وَالْفِعْل)

الصفحة 430