كتاب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر (اسم الجزء: 2)

(إِذا لم يكن فعل الْكَرِيم كَأَصْلِهِ ... كَرِيمًا فَمَا تغني الْمُنَاسب وَالْأَصْل)

(من النَّفر الغر الَّذين تحالفوا ... مدى الدَّهْر أَن يَأْتِي دِيَارهمْ الْبُخْل)

(كرام إِذا راموا فطام وليدهم ... عَن الثدي حطوا الْبُخْل فانفطم النجل)

(لُيُوث إِذا صالوا غيوث إِذا هموا ... بحور إِذا جادوا سيوف إِذا سلوا)

(وَإِن خطبوا مجدا فَإِن سيوفهم ... مُهُور وأطراف الْقَنَاة لَهُم رسل)

(إِذا قَفَلُوا تنأى الْعلَا حَيْثُمَا نأوا ... وَإِن نزلُوا حل الندى أَيْنَمَا حلوا)

(توالت على كسب الثَّنَاء طباعهم ... فأعراضهم حرم وَأَمْوَالهمْ حل)

(أمولاي أَن يمضوا ففيك سما الْعلَا ... وَقَامَت قناة الدّين وانتشر الْعقل)

(وَإِن يَك قد أفْضى الزَّمَان بسالم ... فَإنَّك روض الوبل إِن ذهب الوبل)

(إِلَيْك ارتمت فِينَا قلُوص كَأَنَّهَا ... قسى بأسفار كَأَنَّهُمْ نبل)

(وَمَا زجرا إِلَّا نضاء سَوْطِي وَإِنَّمَا ... إِلَيْك بِلَا سوق تسابقت الْإِبِل)

(يَمِينك لَا أقْصَى الزَّمَان بهَا حَيا ... وكهفك لَا أودى الزَّمَان بِهِ ظلّ)

(وكل لحاظ لست أنسانها قذى ... وَلَك بِلَاد لست صيبها مَحل)
وَمن مبدعاته خمريته الَّتِي تخلص فِيهَا إِلَى مدح الشريف الْمَذْكُور وأولها
(أقرقف فِي الزّجاج أم ذهب ... ولؤلؤ مَا عَلَيْهِ أم حبب)

(شمس علا فَوق قرصها شهب ... وَالْعجب الشَّمْس فَوْقهَا الحبب)

(حَمْرَاء قد عتقت فَلَو نطقت ... حكت بِخلق السَّمَاء مَا السَّبَب)

(إِن لهبوها السقاة فِي غسق ... يمزق اللَّيْل ذَلِك اللهب)

(وَإِن حساها النديم مصطبحا ... ألم فِي الْجَيْش همه الطَّرب)

(لم أدر من قبل ذوب عسجدها ... أَن بهَا التبر أَصله الْعِنَب)

(لله أيامنا بِذِي سلم ... سقتك أَيَّام وصلنا السحب)

(وَالرَّوْض بالمزن يَانِع أنق ... والغصن بِالرِّيحِ هزه الطَّرب)

(وَالنّهر يحتاكه الصِّبَا زردا ... إِذا نضت من بوارق قضب)

(فحاننا الدَّهْر بالفراق وَقد ... رثت جلابيب وصلنا القشب)

(عجبت للدهر فِي تصرفه ... وكل أَفعَال دَهْرنَا عجب)

(يعاند الدَّهْر كل ذِي أدب ... كَأَنَّمَا ناك أمه الْأَدَب)

(يَا عربا باللوى وكاظمه ... لي فِي مقاصير حيكم أرب)

الصفحة 431